تقاريرسلايدر

أوكرانيا تدعو العالم لإحياء الذكرى الـ 80 لترحيل تتار القرم قسرًا

الأمة| دعت أوكرانيا المجتمع الدولي إلى تكريم ذكرى ضحايا ترحيل تتار القرم، وإدانة هذه الجريمة الفظيعة، والاعتراف بها باعتبارها إبادة جماعية لشعب تتار القرم.

يأتي ذلك بمناسبة حلول ذكر ترحيل تتار القرم قسراً من شبه جزيرة القرم، وإرسالهم إلى المنفى قبل ثمانين عاماً، على يد النظام السوفييتي  بقيادة ستالين، التي اعادت روسيا احتلالها في عام 2014.

كما طالبت كييف في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأوكرانيا، “شركاءنا الدوليين زيادة المساعدات لأوكرانيا، لتسهيل تحرير شبه جزيرة القرم والأراضي الأوكرانية الأخرى المحتلة مؤقتا من الاحتلال الروسي في أقرب وقت ممكن”.

وفيما يلي نص البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم السبت 18 مايو/أيار 2024:

قبل ثمانين عاماً، قام النظام السوفييتي الشمولي بقيادة ستالين بترحيل شعب تتار القرم، وهم السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم، قسراً من أراضيهم في القرم وأرسالهم إلى المنفى.

ما يقرب من مائتي ألف من تتار القرم، الذين قاتلوا جنباً إلى جنب مع شعوب أخرى في العالم ضد النازية، اعتبرهم النظام السوفيتي “خونة”، وفي غضون أيام قليلة تم إرسالهم إلى المنفى في المناطق النائية في آسيا الوسطى وسيبيريا في عربات مخصصة لنقل الماشية.
طريق الترحيل الصعب أصبح طريقاً لموت الكثيرين منهم. فقط في السنوات الأولى من المنفى مات حوالي نصف المبعدين.
أصبح ترحيل شعب تتار القرم إحدى الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها السلطات السوفيتية كجزء من سياسة الإبادة الجماعية الممنهجة لمحو الهوية الوطنية بهدف إنشاء “عائلة الشعوب السوفيتية الموحدة”. ومن أجل تحقيق هذه الفكرة اللانسانية، حطم الكرملين حياة الملايين، ودمر الناس جسديًا، واقتلعهم من أرضهم الأصلية، وحرمهم من لغتهم الأم وتراثهم الروحي والثقافي والتاريخي.
أعطى انهيار الاتحاد السوفييتي واستقلال أوكرانيا أملاً جديداً لشعب تتار القرم، الذي تمكن أخيراً من العودة إلى موطنه الأصلي. لكن المأساة تكررت بعد عدة عقود، في العام 2014، عندما عاد الغزاة الروس إلى شبه جزيرة القرم.
وعلى الفور شنت سلطات الاحتلال الروسي حملة قمع واسعة النطاق ضد تتار القرم. وأصبحت سياسة بوتين استمراراً فعلياً لسياسة ستالين، ولكن هذه المرة في هيئة ترحيل هجين، عن طريق خلق ظروف معيشية مصممة للتدمير الكامل أو الجزئي لشعب تتار القرم بهدف إجبار تتار القرم على مغادرة شبه الجزيرة. ومع بداية العدوان الروسي واسع النطاق على أوكرانيا في العام 2022 تعمق القمع في شبه الجزيرة.
في الوقت الحالي، وفي ظل ظروف الاحتلال الروسي المؤقت لجمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول، لا يزال شعب تتار القرم يعاني من الاضطهاد السياسي والقمع على أساس هويتهم الوطنية.
لقد حظرت إدارة الاحتلال في شبه الجزيرة بشكل غير قانوني أنشطة الهيئة التمثيلية لتتار القرم، مجلس شعب تتار القرم، وتحرم تتار القرم بشكل كبير من حريتهم من خلال تلفيق تهم بحقهم واجبارهم على مغادرة وطنهم الأصلي.
ونحن إذ نحيي ذكرى ضحايا ترحيل ستالين، فإننا ندين السياسة العدوانية التي تنتهجها روسيا الحالية والقمع ضد شعب تتار القرم.
جرائم الكرملين الجديدة هذه لم تكن لتحصل قط لو تم تقديم مرتكبي جرائم القرن الماضي إلى العدالة. الشعور بالإفلات من العقاب دفع الكرملين إلى تكرار أفظع الفظائع. ولا يمكن كسر هذه الحلقة المفرغة إلا من خلال تزويد أوكرانيا بكل الدعم الذي تحتاجه لهزيمة العدوان الروسي، وتحرير الأراضي الأوكرانية وتقديم المجرمين إلى العدالة.
إننا ندعو المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط الموحد على روسيا لإجبارها على العودة إلى المبادئ الأساسية للقانون الدولي، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين.
و ندعو جميع الدول والمنظمات الدولية والمجتمعات التي تقدر حياة الإنسان إلى تكريم ذكرى ضحايا ترحيل تتار القرم وإدانة هذه الجريمة الفظيعة، والاعتراف بها باعتبارها إبادة جماعية لشعب تتار القرم.
كما نناشد شركاءنا الدوليين زيادة المساعدات لأوكرانيا، لتسهيل تحرير شبه جزيرة القرم والأراضي الأوكرانية الأخرى المحتلة مؤقتا من الاحتلال الروسي في أقرب وقت ممكن. وهذا سيضع حداً لجرائم الحرب الروسية والقمع الرهيب، وسيصبح شرطاً أساسياً لعودة شعب تتار القرم وجميع سكان أوكرانيا إلى حياة سلمية على أرضهم الأصلية.
وفي شبه جزيرة القرم الأوكرانية الخالية من الاحتلال الروسي، سوف يتمتع السكان الأصليون من شعب تتار القرم بمستقبل وأمن مناسب وفرص للتنمية والازدهار.
شبه جزيرة القرم هي أوكرانيا!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى