تسريبات شغلت الرأي العام السوري في الآونة الأخيرة بأن النظام السورى الذى يقوده أحمد الشرع سوف يوقع على اتفاق سلام وتطبيع مع إسرائيل، ويتنازل عن هضبة الجولان، حبث انتشرت معلومات بأن الجانبين أجريا مفاوضات سرية فى أذربيجان برعاية تركية، وفى الأيام الماضية كثرت وتتالت التقارير التى تتحدث عن أن المفاوضات مستمرة فى أماكن أخرى، وقد تقود إلى اتفاق سلام قريبًا يضم سوريا إلى قائمة الدول العربية التى وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اليوم الإثنين، إن تل أبيب لن تتفاوض على التنازل عن مرتفعاتفي أي اتفاق سلام مع سوريا.
وفي مؤتمر صحفي، أوضح ساعر أن “إسرائيل مهتمة بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سوريا ولبنان، لكنها لن تتفاوض على مصير هضبة الجولان في أي اتفاق سلام”.
وبينما يُصر الجانب السوري على استعادة الجولان كاملة كشرط لأي اتفاق سلام، يأتي الموقف الإسرائيلي ليعكس تحولاً في استراتيجية تل أبيب من “السلام مقابل الأرض” إلى “التطبيع مقابل الهيمنة”.
من جهتها، نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، على لسان مسؤولين إسرائيليين في وقت سابق، قولهم إن الرئيس السوري أحمد الشرع قد لا يوافق على اتفاق سلام مع إسرائيل لا يتضمن الانسحاب من مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967، بحسب وكالة معاً الفلسطينية.
وأضاف المسؤولون أن واشنطن أبلغت بالمفاوضات بين الطرفين التي تركز على أكثر من مجرد الترتيبات الأمنية.
وتجري إسرائيل وسوريا محادثات مباشرة تركز على “ترتيبات أمنية محدودة” والانسحاب المحتمل للقوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في جنوب سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2024، وفقًا لما ذكرته مصادر سورية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وبحسب مصادر مقربة من القيادة السورية الحالية، فإن الرئيس المؤقت أحمد الشرع غير مستعد للتوقيع على أي اتفاق سلام أوسع مع إسرائيل في الوقت الراهن.
وشارك في المحادثات، التي ترددت تقارير مفادها أنها عقدت في الأردن، مسئولون سوريون رفيعو المستوى، بما في ذلك وزير الدفاع.
ويُطالب الشرع بانسحاب إسرائيلي كامل من المناطق التي استولت عليها بعد سقوط الأسد، ويُعارض بشدة أي توسيع للمنطقة العازلة في جنوب سوريا، وفقًا للمصادر.
وفي مؤتمر صحفي عقده مؤخراً في باريس إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أقر الشرع بأن محادثات غير مباشرة تجري مع إسرائيل عبر وسطاء، بهدف “تهدئة الأوضاع ومنع فقدان السيطرة”.
وعلى الرغم من هذه التطورات، فإن آفاق التقدم الحقيقي لا تزال غير مؤكدة.
يشار إلى أن إسرائيل وسوريا في حالة حرب رسمية منذ عام 1948عام .
وتُعدّ مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمّتها عام 1981، نقطة خلاف رئيسية.
لم يُعترف دوليا بالضم. وقد نشرت إسرائيل قوات إضافية في المنطقة عقب الإطاحة بحاكم سوريا لفترة طويلة، بشار الأسد، وتواصل شن غارات جوية في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذا قد يكون خطوة أولى نحو “اتفاقية أمنية عسكرية”.
وذكرت قناة إن 24 الإخبارية أن ذلك يشمل، من بين أمور أخرى، الالتزام بالامتثال لاتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحفي مع نظيرته النمساوية بيات ماينل رايسنجر، اهتمام إسرائيل بتطبيع العلاقات مع سوريا وجارتها الشمالية لبنان.