ثوبٌ من الحزنِ مصر الآن تلبسُهُ
وثوب خزيٍ لمن قصّوا لها الثوبَا
لمن أَعَدّ كؤوسَ اليأس مترعةً
تترى فحَطَّمَ للمحبوبةِ القلبَا
لِمَنْ أهان المعالي واستخَفَّ بها
وأَوْدَعَ السجنَ معشوقًا لها هَبَّا
وكَبَّلَ الشمسَ في الأصفاد باديةً
وقيَّدَ البدرَ قَسْرًا ما درى عيبا
واغتال حُلمًا طهورًا طُهْر ثورتها
وانقضَّ فوق الأماني أعلن الحربا
مَنْ عَقَّ أُمًّا قلاها تحتسي ألمــًا
مَنْ صَبَّ نارًا على إخوانه صَبَّا
أين العدالةُ مَن بالغدر كاد لها
من يسلب الروحَ من أعضائها سَلْبا
غال الجمالَ ونهر العدل دَنَّسَهُ
ما عاد نهرٌ لعدلٍ سائغًا عذبا
كم من مصابٍ جريحٍ ما لَهُ ثمنٌ
كم في انتظار المـُنى كم كم قضى نَحْبا
مَن حَطَّمَ الحُلمَ والأرحامَ قطَّعها
إذا بشعبٍ أثيرٍ قد علا شعبا
فأعرض البلبلُ الصداحُ مبتئسا
والفجرُ غاب وكلٌّ فَوَّضَ الرَّبَّا