“أُمَّةُ الشهداء”.. شعر: الشيخ/ شريف قاسم
إلى سيِّد الشهداء حمزة (رضي الله عنه)
وإلى كلِّ مَن قام بوجه جائرٍ ظالم في كل عصر ومصر
——————
آبَ شــــــذوُ الــقـصـيـدةِ الــعـصـمـاءِ
إذْ تـــغــنَّــتْ لـــمــوكــبِ الــشــهــداءِ
وتــثــنَّــى عــلــيــهِ ســـمـــتُ إبــــــاءٍ
مــشــمــخـرٍّ بــمُــعـطـيـاتِ الإبـــــــاءِ
مــوكــبُ الـفـضـلِ بـالـشـهادة أغــنـى
أُمَّـــــةَ الــخــيـرِ بــالـنَّـدى و الــوفــاءِ
لاتُــعـدُّ الـصُّـفـوفُ فــيـه ولـــم تـهـدأْ
عـــلــى الـــــدربِ نـــفــرةُ الــشُّـرفـاءِ
إنَّــــهـــا أُمَّــــــةُ الــجــهــادِ وفــيــهــا
حُــبِّـبَ الــمـوتُ تــحـتَ ظــلِّ الـلـواءِ
فـالـنـفوسُ الـكِـبارُ والـمـهجُ الـظـمأى
حـــديــثُ الـــفــدا لـــــربِّ الــســمـاءِ
فـــي سـبـيـلِ الإلــهِ أرخـصـتِ الـعُـمرَ
تــلـبِّـي فـــي الــزحـفِ أغــلـى نـــداءِ
جــــلَّ ربِّـــي هـــي الـــرُّؤى مــاثـلاتٌ
بــيـنَ عـيـنَـيْ رجـــالِ حـفـظِ الــولاءِ
*** ***
بـسـمـاتُ الـرضـا بـوجـهِكَ ( قـطـبٌ )
مـــــا أُحَــيْــلَـى افــتــرارهـا بـالـهـنـاءِ
هـــي تـحـكـي سُــمُـوَّ نــفـسٍ تـعـالتْ
فــــــوقَ غـــــدرِ الأذلَّـــــةِ الــسُّـفـهـاءِ
تــعـسَ الـمـجـرمُ الـكـريـهُ الـمـخـازي
والــعــمــيــلُ الـــخــفــيُّ لــــلأعـــداءِ
صــنــعَ الــطَّـبـلَ واسـتـخـفَّ عــقـولاً
صــفَّـقـتْ بــئــسَ إذْ هــفــتْ لـلـهُـراءِ
مــســرحـيَّـاتُـه فــــصـــولٌ تــخــلَّــتْ
عــــن مـعـانـي الــفـدا بــيـوم الـلـقـاءِ
وســقـاهـا كـــؤوسَ زيـــفٍ وطــيـشٍ
لــمــلايــيــنِـه مـــــــــن الـــغـــوغـــاءِ
حين ضجَّتْ (ياناصِ) وانتفشَ القائدُ
وجــــهًــــا يــــمــــوجُ بــالــخُــيَــلاءِ !
وتـــولََــى بــكِــبـرِه لـــيــسَ يــخـفـى
شـــرُّ أهـــلِ الــهـوى عــلـى الـحـنـفاءِ
فـــأتــاهُ مــسـتـدرِجًـا فـــــي عــهــودٍ
قـــــــدرُ اللهِ قــــاصـــمُ الأقـــويـــاءِ !
فـانـحـنـى مـهـطـعًـا وخــــارَ فـألـقـى
جـــبـــروتًـــا أثـــــــــراهُ بــــالإيــــذاءِ
هـــكـــذا يُــقــصَـمُ الــطُّــغـاةُ وقـــــد
أوهــمـهـم زيــفُـهـم عــلـى اسـتـعـلاءِ
وَهْـوَ مـرأى مـصيرِ مَـن أكـلتْ شدقاهُ
أمــــــنَ الــنــفــوسِ كــــــلَّ مـــســـاءِ
كـــم شـهـيـدٍ وكـــم سـجـيـنٍ يُـعـاني
ويــتـامـى عــلــى فــــراشِ الــشَّـقـاءِ
وخــــــــــراب لأُمَّـــــــــةٍ دمَّـــرتْـــهـــا
ســطـوةُ الـظـلـمِ مـالـهـا مــن عــلاءِ !
فــاحــمِـلِ الـــــوِزرَ كــامــلا وتــقــدَّمْ
فــالــمـوازيـنُ عـــنـــدَ ربِّ الــقــضـاءِ
ذهـــبَ الـمـجـدُ كــاذبًـا واضـمـحـلَّتْ
عــربـداتٌ مِـــن بـعـدِ كـشـفِ الـغـطاءِ
*** ***
آهِ يـــــا أُمَّـــتــي وتُــطــوَى فــصــولٌ
عــاصــفــاتٌ بــالــخـبـثِ والــبــأسـاءِ
وتُـــولِّــي الأيـــــامُ ثــكــلـى ولـــكــنْ
لا لـــفـــقــدِ الـــطــغــاةِ والــجــبــنـاءِ
إنَّـــمـــا لــلــمـآثـرِ الــبــيـضِ تُــنــسَـى
فــــي غــيــابِ الـشـريـعةِ الـسَّـمـحاءِ
والــمـواعـيـدُ أُمَّــــةَ الــخـيـرِ تــبـقـى
رغــــمَ أنــــف الأذنــــابِ والأدعــيـاءِ
حـفـظـتْها الــظـلالُ مـشـرقـةَ الـوجـهِ
يُـــزجِّــيــهــا ســـــيِّــــدُ الـــشـــهــداءِ
لا تـخـافـي فــأنـتِ فــي حـفـظِ ربِّــي
كــالــمــثـانـي والـــسُّـــنَّــةِ الــــغـــرَّاءِ
طُــويَــتْ صـفـحـةُ الأثــيـمِ وغــابـتْ
فـــــي ديــاجــيـرِ ويــلـهـا والــجــزاءِ
والــشـهـيـدُ الأبـــــيُّ مـــــازالَ حــيًّــا
يــتــفـيَّـا ظــــــلالَ زهــــــوِ الــهــنــاءِ
عـــاشَ حـــرًّا رغــمَ الـقـيودِ ووافــى
مــجــلــسَ الأصــفــيــاء والأنــبــيـاءِ
وسـيـبـقـى الـصَّـريـخُ يـهـتـفُ فـيـهـا
لا تــهــونــي يــــــا أُمَّـــــةَ الــشُّــهـداءِ
لا تـــنـــامــي فــلــلــطـغـاةِ مـــصــيــرٌ
فـــــي حــنــايـا جــهــنَّـم الــحـمـراءِ !