في أعقاب الغارات الجوية على أهداف إيرانية في وقت مبكر من صباح السبت، عبر العديد من الأشخاص في إيران عن إحباطهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، حاولوا فهم الوضع بشكل أفضل.
وشنت إسرائيل غارات جوية قبل الفجر على أهداف عسكرية في إيران ردا على القصف الإيراني للاحتلال في وقت سابق من هذا الشهر.
وتعاني إيران من مشاكل اقتصادية خطيرة. ووفقا لتقارير من منصة الأخبار “إيران واير”، التي يديرها صحفيون إيرانيون في المنفى، انخفضت العملة الوطنية الإيرانية، الريال، وسط التوترات مع الاحتلال.
وأدت المخاوف من نشوب حرب إقليمية إلى انخفاض غير مسبوق مقابل الدولار. وبالإضافة إلى ذلك، ووفقا للمعلومات الرسمية، ارتفع معدل التضخم بنسبة 33 في المائة العام الماضي. ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع بشكل كبير.
ووفقا للبرلمان الإيراني، فإن معدل الفقر في البلاد آخذ في الارتفاع بشكل مستمر منذ خمس سنوات. ولم يعد ثلث السكان قادرين على تغطية احتياجاتهم الأساسية من دخلهم.
الغضب من حزب الله
في هذه الأثناء، سعى المستثمرون إلى تسييل أصولهم في بورصة طهران، الأمر الذي أدى إلى توقف المعاملات الكبرى حيث ينتظر الكثيرون نتيجة هذه الصراعات.
ويربط العديد من الإيرانيين على نحو متزايد الانهيار الاقتصادي الذي تشهده بلادهم بالدعم المالي الذي تقدمه الحكومة لحزب الله.
ووفقاً لتقارير من قناة “إيران إنترناشيونال” الإخبارية الإيرانية التي تتخذ من لندن مقراً لها، فإن العديد من الأشخاص في إيران يتهمون الحكومة بالتركيز على الصراعات الخارجية أكثر من معالجة المشاكل الملحة في الداخل.
وقد يكون لهذا التناقض بين الروايات الرسمية والمزاج السائد في الشارع آثار بعيدة المدى على الاستقرار الداخلي في إيران، وخاصة إذا استمرت التوترات على الجبهة العسكرية في التصاعد.
الرقابة منتشرة في كل مكان
ووفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود، فإن إيران هي “واحدة من أكثر الدول قمعية في العالم عندما يتعلق الأمر بحرية الصحافة”. أصبحت الرقابة الصارمة واضحة مباشرة بعد الهجمات الإسرائيلية، حيث لم يُقرأ أو يُسمع أي شيء في البداية من وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية.
التعامل مع وسائل الإعلام الحكومية
الخبير الإعلامي الإيراني باباك دوربيكي ينتقد القيود المفروضة على وسائل الإعلام المستقلة بعد الهجوم الإسرائيلي. وكان دوربيكي مستشاراً سابقاً ورئيساً لمركز العلاقات العامة والإعلام التابع لوزارة الثقافة خلال حكومة الرئيس حسن روحاني (2013-2021).
وقال من لندن حيث يقيم حاليا: “إن تعامل وسائل الإعلام الحكومية مع الأخبار في أوقات الأزمات يسلط الضوء على نقاط الضعف التي تتسم بالارتباك وغياب التنسيق”.
إنها قصة مختلفة تمامًا في وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد، حيث يستخدم الأشخاص شبكات VPN (الشبكات الافتراضية غير العامة) لتجاوز القيود عبر الإنترنت.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب المستخدمون عن غضبهم من الحكومة وتساءلوا عن سبب عدم إبلاغهم بالهجمات حتى يتمكنوا من طلب الحماية. كما أعربوا عن قلقهم إزاء نقص السكن حيث أن البلاد قد تتجه نحو الحرب.
