
دعت إسرائيل أمس السبت الفلسطينيين بإخلاء المزيد من مناطق رفح بجنوب قطاع غزة إلى الإخلاء والتوجه إلى ما تصفها بمنطقة إنسانية موسعة في المواصي، في إشارة أخرى إلى أن الجيش ينفذ عمليات عسكرية. وتمضي قدماً في خططها لشن هجوم بري على رفح.
إخلاء المزيد من مناطق رفح
كما دعا الجيش الإسرائيلي السكان والنازحين في منطقة جباليا شمال غزة إلى إخلاء المنطقة، قائلاً إنه عاد للعمل هناك بعد أن لاحظ أن حماس تحاول إعادة سيطرتها على المنطقة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 37 فلسطينيا على الأقل، 24 منهم من مناطق وسط غزة، قتلوا في غارات جوية ليلية في أنحاء القطاع، بما في ذلك مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع المتاخمة لمصر. ولا يميز عدد المدنيين أو المسلحين.
وألقوا منشورات على رفح وقالوا: من رفح إلى الزوايدة آمن، يجب إخلاء الناس هناك، وقد فعلوا، وماذا حل بهم؟ جثث مقطعة؟ لا يوجد مكان آمن في غزة”، ختام الخطيب وقالت إنها فقدت ما لا يقل عن 10 من أقاربها في غارة جوية على منزل عائلتها في وقت سابق من يوم السبت لرويترز.
الزوايدة هي بلدة صغيرة في وسط قطاع غزة، مكتظة بآلاف النازحين من مختلف أنحاء القطاع وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت عشرات الأهداف في أنحاء غزة خلال اليوم الماضي، مضيفا أن قواته البرية قتلت نحو 30 مقاتلا في الزيتون.
وأشار مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت سبعة أشخاص على الأقل في منزل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، جميعهم من عائلة واحدة. وقال سكان إن الدبابات الإسرائيلية تمركزت في البلدة.
وفي رفح حيث قالت وزارة الصحة إن 16 شخصا قتلوا قال سكان لرويترز إن أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي شملت مناطق في وسط المدينة ولم تترك مجالا يذكر للشك في أن إسرائيل تخطط لتوسيع هجومها البري هناك.
وأفاد خالد، 35 عاماً، وهو من سكان حي الشابورة، وهي المنطقة التي صدرت فيها أوامر المغادرة الجديدة، إن “الوضع صعب للغاية، فالناس يغادرون منازلهم مذعورين”.
وزعم الجيش الإسرائيلي إنه يواصل نشاطه العملياتي ضد مقاتلي حماس في شرق رفح وعلى الجانب الغزاوي من معبر رفح.
وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية الشديدة والقلق الذي أعرب عنه السكان والجماعات الإنسانية، فقد قالت إسرائيل إنها ستواصل توغلها في رفح، حيث لجأ أكثر من مليون نازح خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر .
وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين القطاعين الشرقي والغربي لرفح يوم الجمعة وطوقت فعليا الجانب الشرقي في هجوم دفع واشنطن إلى تعطيل تسليم بعض المساعدات العسكرية لحليفتها
وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع كسب الحرب دون استئصال آلاف مقاتلي حماس الذين ما زالوا منتشرين في رفح وتوجه حتى الآن نحو 300 ألف من سكان غزة نحو المواصي، بحسب تقديرات عسكرية إسرائيلية صدرت يوم السبت.
واندلعت الحرب بسبب هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر، والذي قتل فيه حوالي 1200 شخص واحتجز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وأدت العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة. وقد أدى القصف إلى تدمير الجيب الساحلي وتسبب في أزمة إنسانية عميقة.
ولا تزال نقطتا العبور الحيويتان لإيصال المساعدات إلى غزة مغلقتين يوم السبت. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن معبر رفح من مصر مغلق لليوم الخامس، في حين تم إغلاق معبر كرم أبو سالم من جنوب إسرائيل لمدة أسبوع تقريبا.
وجاءت أوامر الإخلاء الأخيرة بعد ساعات من تعثر محادثات وقف إطلاق النار بوساطة دولية. وقالت حماس إن رفض إسرائيل عرض الهدنة الذي قبلته أعاد الأمور إلى المربع الأول. وقالت إسرائيل إن الشروط لا تلبي مطالبها.
ولمحت الجماعة الفلسطينية المسلحة أيضا إلى أنها تعيد النظر في سياستها التفاوضية. ولم توضح ما إذا كانت المراجعة تعني أنها ستشدد شروطها للتوصل إلى اتفاق، لكنها قالت إنها ستتشاور مع الفصائل المتحالفة الأخرى.
وتقول إسرائيل إنها تريد التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه إطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، لكنها ليست مستعدة لإنهاء الهجوم العسكري.
وفي دير البلح بوسط قطاع غزة، حيث يحتمي مئات الآلاف، نعى الفلسطينيون أقاربهم خلال الجنازات يوم السبت
ها هم أشلاء، هنا أخت زوجي بلا رأس، عمتي بلا رأس، ما هذا الظلم؟ إلى متى سيستمر هذا؟ لقد تعبنا، والله تعبنا، وقال الخطيب وهو يجلس قرب جثث ملفوفة بأكفان بيضاء تحمل أسماء القتلى من الرجال والنساء “لقد عشت في خيام طوال الأشهر السبعة الماضية”.
وتتعرض حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط متزايدة بشأن حملتها العسكرية، بما في ذلك من حليفتها القديمة الولايات المتحدة.
قالت إدارة بايدن يوم الجمعة إن استخدام إسرائيل للأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة ربما يكون قد انتهك القانون الإنساني الدولي خلال عمليتها في غزة، في أقوى انتقاد لها حتى الآن لإسرائيل.
لكن الإدارة لم تصل إلى حد إجراء تقييم نهائي، قائلة إنه بسبب فوضى الحرب، لم تتمكن من التحقق من حالات محددة قد يكون فيها استخدام تلك الأسلحة متضمنًا في انتهاكات مزعومة