
فاد مسؤولان إسرائيليان بأن المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي قرر استئناف نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري عبر عدة منظمات دولية، حتى تبدأ آلية المساعدات الجديدة العمل في 24 مايو الجاري.
استئناف نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة
وكان مكتب رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو قد أعلن، ليل الأحد، أن إسرائيل ستسمح بدخول ما وصفها بـ “الكمية الأساسية” من الأغذية إلى غزة، بعد أكثر من شهرين على منعها إدخال أي مساعدات إلى القطاع.
وجاء في بيان للمكتب، أنه “وبناء على توصية الجيش، ونظراً إلى الحاجة العملياتية للسماح بتكثيف الحملة العسكرية لإلحاق الهزيمة بحماس، ستسمح إسرائيل بدخول كمية أساسية من الغذاء للسكان، لضمان عدم حدوث أزمة جوع في قطاع غزة” .
ولفت البيان إلى أن إسرائيل “ستعمل على منع استيلاء حماس على هذه المساعدات الإنسانية”.
يذكر أن إسرائيل قد منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ بداية مارس قبل أيام من استئنافها العمليات العسكرية، بعد هدنة هشة استمرت شهرين.
وواجهت إسرائيل ضغطاً دولياً متزايداً لرفع الحصار عن غزة، وحذرت منظمات أممية من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود ومياه الشرب، ما يهدد حياة سكان القطاع.
دبابات إسرائيلية في محيط المستشفى الإندونيسي
في هذه الأثناء، أفادت مصادر لبي بي سي، بتقدم دبابات إسرائيلية مساء الأحد، أمام بوابات المستشفى الإندونيسي الواقع في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وسط إطلاق نار وقصف مدفعي مكثف.
وقال شهود عيان ومصادر محلية لبي بي سي إنهم فقدوا الاتصال مع الطواقم الطبية والمرضى والجرحى الموجودين داخل المستشفى.
كما قال مصدر طبي إن المستشفى يستقبل 55 شخصاً، من بينهم أربعة أطباء وثمانية ممرضين، بالإضافة إلى عشرات المرضى غير القادرين على الحركة، والذين تعذر إخلاؤهم نتيجة هجوم صباحي شنته إسرائيل على القطاع
عملية مركبات جدعون
على صعيد متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، بدء عمليات برية واسعة النطاق في جميع أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة، في حملة جديدة أطلق عليها اسم “عملية مركبات جدعون”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن دبابات الجيش الإسرائيلي تقدّمت في المناطق الواقعة إلى الشرق من خان يونس جنوبي القطاع، وإلى الشرق من منطقة جباليا شمالي القطاع.
فيما أفادت تقارير محلية عن حركة نزوح بين العائلات الفلسطينية من مخيم جباليا وبيت لاهيا وتل الزعتر شمالي القطاع.
وأصدر الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، إنذاراً بوجوب إخلاء مناطق عدة في جنوب غزة قبل هجوم وشيك.
وطالب الجيش سكّان منطقة القرارة، وبلدية السلقا، وجنوب دير البلح، وأحياء الجعفراوي، والسوار، وأبو هداب، والسطر، بالانتقال “بشكل فوري” غرباً إلى منطقة المواصي، غرب خان يونس.
وقُتل 50 شخصاً على الأقل إثر الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الأحد، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن الدفاع المدني، فيما كانت السلطات الصحية في القطاع قد أعلنت عن مقتل 130 فلسطينياً على الأقل، في غارات نُفذت منذ مساء السبت وحتى فجر الأحد.
وعلى صعيد متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق قذيفتين من وسط غزة، الأحد، نحو بلدة كيسوفيم في جنوب البلاد على الحدود مع القطاع.
وأفاد الجيش في بيان أنه تم اعتراض إحدى القذيفتين، فيما سقطت الأخرى في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أن صفّارات الإنذار دوّت في منطقة كيسوفيم بالتزامن مع إطلاق القذيفتين.
وحول المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت بين حماس وإسرائيل في الدوحة يوم السبت، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً الأحد، جاء فيه أن “فريق التفاوض في الدوحة يعمل لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقاً لخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال”.
وشدد على أن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن كل الرهائن وإقصاء الحركة الفلسطينية من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
ووفق رويترز، صرح مسؤول إسرائيلي كبير بأنه لم يُحرز تقدم يُذكر في المحادثات حتى الآن.
وكانت القاهرة قدّمت مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في غزة في وقت سابق من أمس الأحد، تضمن إطلاق سراح ما بين ثماني إلى عشرة من الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، مقابل 200 سجين فلسطيني.
إضافة إلى وقف إطلاق نار لمدة تتراوح من 45 إلى 60 يوماً، كما ستُستأنف عمليات إيصال المساعدات الأساسية إلى القطاع، وفق ما أكده مصدر مصري لبي بي سي.
وأضاف أن المقترح في انتظار رد إسرائيل، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إطلاق سراح ما بين 200 إلى 250 سجيناً فلسطينياً “لا يزال محل خلاف ورهن التفاوض”.
وبيّن المصدر أن حركة حماس ستقدم قائمة تفصيلية بأسماء الرهائن الإسرائيليين الأحياء والأموات حتى الآن، وأن إسرائيل “قد تعيد تمركز قواتها في قطاع غزة”.
وقال مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات إن “حماس مرنة بشأن عدد الرهائن الذين يمكنها إطلاق سراحهم، لكن المشكلة كانت دائماً تتعلق بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب”.
وفي اتصال مع رويترز، قال مسؤول من حماس: “موقف إسرائيل لم يتغير، فهم يريدون إطلاق سراح أسراهم، دون التزام بإنهاء الحرب”.
وتتواصل المفاوضات بمشاركة الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة، ونوقش خلالها أيضاً “اتفاق حزمة واحدة” في ورقة قدّمها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بحسب تصريحات مصدر مصري لبي بي سي.
وأكدت وزارة الصحة في غزة الأحد، أن “جميع المستشفيات العامة” في محافظة شمال قطاع غزة باتت خارج الخدمة، بعد حصار المستشفى الأندونيسي من قبل القوات الإسرائيلية.
وقالت الوزارة في بيان “تكثيف محاصرة الاحتلال للمستشفى الأندونيسي ومحيطه ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية أخرجت المستشفى الأندونيسي عن الخدمة”.
وقال الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، لرويترز عبر الهاتف: “تم محو عائلات بأكملها من سجل الأحوال المدنية بسبب القصف الإسرائيلي”.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية قتلت مئات الفلسطينيين على الرغم من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة.
ومن بين العشرات الذين قُتلوا في وقت سابق من الأحد، ثلاثة صحفيين وعائلاتهم. وقال مسؤولون طبيون إن عائلة أخرى في شمال غزة فقدت ما لا يقل عن 20 من أفرادها.
وأكد مسعفون أن زكريا السنوار، شقيق زعيم حماس السابق يحيى السنوار الذي قتلته إسرائيل في أكتوبر الماضي، وثلاثة من أطفاله قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على خيمتهم وسط قطاع غزة، وفق رويترز.
وفي بيان، اعتبرت حماس “استهداف خيام النازحين، وإحراقها بمن فيها من مدنيين أبرياء هو جريمة وحشية جديدة”.
وأضافت حماس: “تتحمّل الإدارة الأمريكية بمنحها حكومة الاحتلال الإرهابي غطاء سياسياً وعسكرياً مسؤولية مباشرة عن هذا التصعيد الجنوني واستهداف المدنيين” في القطاع.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على الغارات الأخيرة، لكنه قال في بيان سابق إنه يشن غارات مكثفة على مناطق في غزة في إطار خطته لتحقيق أهدافه الحربية.
وشدد على أنه يهدف خصوصاً إلى “الإفراج عن الرهائن وإلحاق الهزيمة بحماس”، في إشارة إلى الرهائن المحتجزين في القطاع..