الأمة| قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجازر في محافظات شمال قطاع غزة، أدت إلى استشهاد أكثر من 300 مواطن خلال الأيام التسعة الماضية.
وفي تصريح صحفي اليوم الأحد، حذر إسماعيل ثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، من سعي إسرائيل لتنفيذ عملية تهجير جماعي من شمال قطاع غزة، ووصفها بأنها “أكبر وأخطر خطة أميركية إسرائيلية في القرن الحادي والعشرين”.
وأضاف أن قوات الاحتلال تمنع وصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات شمال قطاع غزة، ما يعرض حياة المواطنين للخطر، بحسب البيان.
وأكد ثابت أن التهجير القسري للفلسطينيين من شمال قطاع غزة هو جزء من مخطط أمريكي إسرائيلي، متهما إسرائيل والولايات المتحدة بشن “حرب إبادة إجرامية” ضد الشعب الفلسطيني.
ووسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي نطاق غاراتها على شمال قطاع غزة، حيث توغلت الدبابات في عمق الطرف الشمالي لمدينة غزة. وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت بعض أحياء حي الشيخ رضوان، مما أجبر العديد من العائلات على مغادرة منازلها، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف الأهالي أن قوات الاحتلال عزلت بشكل فعلي بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء بأن الوصول بين المنطقتين أصبح مغلقا الآن إلا بعد الحصول على إذن من السلطات للعائلات الراغبة في مغادرة البلدات الثلاث، استجابة لأوامر الإخلاء.
الجثث تتعفن في شوارع غزة
أمرت إسرائيل بإخلاء شمال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك مدينة غزة، مع تجديد هجومها على شمال غزة ودفعها لإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص من المنطقة.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 400 ألف شخص ما زالوا في الشمال بعد الإخلاء الشامل الذي أمرت به السلطات في الأسابيع الأولى من الحرب. وقد لجأ العديد من سكان جباليا إلى منصات التواصل الاجتماعي: “لن نغادر، سنموت، ولن نغادر”.
ويخشى الفلسطينيون من أن تكون إسرائيل تنوي إخلاء شمال القطاع بشكل دائم لإقامة قواعد عسكرية أو مستوطنات يهودية هناك، بحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
يقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن الغذاء لم يدخل إلى شمال قطاع غزة هذا الشهر بسبب استمرار الهجمات الإسرائيلية. ويقول البرنامج إن “خطر المجاعة حقيقي” بالنسبة لنحو 400 ألف فلسطيني محاصرين هناك.
وقال مدير مستشفى العودة الدكتور محمد صالحة إن المستشفى من بين ثلاثة مستشفيات في الشمال تلقت شحنات صغيرة من الوقود تكفي لعدة أيام.
وقال لوكالة أسوشيتد برس إنهم يحتاجون أيضًا إلى إمدادات طبية مع استمرار تدفق الضحايا، الأمر الذي يتطلب إجراء ما بين 12 إلى 15 عملية جراحية يوميًا في منشأته وحدها.
وقال فارس أبو حمزة، مسؤول خدمات الطوارئ بوزارة الصحة في قطاع غزة، إن هناك “عددا كبيرا من الشهداء” ما زالوا لم يتم انتشالهم من الشوارع وتحت الأنقاض.
وقال لوكالة أسوشيتد برس “نحن غير قادرين على الوصول إليهم”، مضيفًا أن الكلاب الضالة تأكل بعض البقايا.
القسوة والسادية الإسرائيلية توصف
قال مقرر الأمم المتحدة الخاص في الأراضي الفلسطينية المحتلة مايكل لينك إن القوات الإسرائيلية ترتكب “مجزرة أخرى” في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.
وقالت فرانسيسكا ألبانيزي إن المدنيين الفلسطينيين في جباليا “يُقتلون – في مجموعات وواحدًا تلو الآخر – وسط قسوة وسادية لا يمكن وصفها” على يد القوات الإسرائيلية.
وأضاف ألبانيز أن القوات الإسرائيلية “قبلت أن تكون ‘جلاداً طوعياً’ لخطة إبادة جماعية”، مشيراً إلى أن الهجمات الإسرائيلية تتم بدعم وأسلحة غربية.
“أشعر بالذهول عندما أفكر أننا نعلم ما تفعله إسرائيل ولا نستطيع إيقافها على الإطلاق. إذا نظرنا إلى ما كنا عليه قبل مائة عام، فلن نجد تقدمًا كبيرًا”. هكذا قالت في منشور على موقع X.
قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 42227 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال والنساء، وأصابت 98464 آخرين في حربها على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضافت الوزارة أن الهجمات الإسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية أدت إلى مقتل 52 شخصا على الأقل وإصابة 128 آخرين.
إبادة جماعية في شمال غزة
دانت حركة حماس استمرار الحرب الإسرائيلية والحصار والقصف المتصاعد ضد المدنيين العزل في شمال قطاع غزة، ووصفته بأنه “إبادة جماعية شاملة”.
وقالت حماس في بيان لها إن “حكومة الاحتلال الفاشية ترتكب هذه الجريمة دون مراعاة للقوانين والالتزامات الدولية، وبغطاء أمريكي إجرامي”.
وأضاف البيان أن “الصمت الدولي تجاه هذه الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام يشكل ترخيصا لحكومة الاحتلال بمواصلتها وتصعيدها وتوسيعها لتشمل دول المنطقة”.
\الأهرام أون لاين\