أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف اليوم الاثنين دبابات سورية توغلت في محافظة السويداء، بعد أن تدخل الجيش السوري لاحتواء اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة محلية وأخرى عشائرية.
وقال جيش الاحتلال في -بيان- إنه استهدف الدبابات السورية بين بلدتي سجين والسميع بريف محافظة السويداء التي تقع جنوبي سوريا وتضم أغلبية من الدروز.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول عسكري قوله إن استهداف الدبابات السورية في السويداء يأتي على خلفية هجمات على الدروز.
كما قال مصدر أمني للقناة 12 الإسرائيلية إن الدبابات السورية تجاوزت ما وصفه بالخط الذي حددته إسرائيل داخل سوريا فهاجمتها الطائرات الإسرائيلية.
وكانت إسرائيل قصفت أواخر أبريل/نيسان الماضي مواقع في دمشق وريفها بذريعة منع هجمات على الدروز.
واندلعت الاشتباكات أمس الأحد بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى من عشائر بدوية في ريف محافظة السويداء.
وقال قائد الأمن الداخلي نزار الحريري في السويداء إن التوتر الذي تشهده المحافظة بدأ إثر حادثة سلب وقعت مؤخرا على طريق دمشق السويداء، أعقبتها عمليات خطف متبادلة.
ونشرت وزارتي الدفاع والداخلية السوريتان قوات في ريف السويداء في محاولة لوقف الاشتباكات، قبل أن تصبح هذه القوات هدفا لإسرائيل ولمجموعات مسلحة محلية.
وقالت الداخلية السورية إن الاشتباكات بين مجموعات مسلحة محلية وعشائر في السويداء أدت إلى مقتل أكثر من 30 شخصا، وإصابة نحو 100 آخرين.
وتحدثت مصادر إعلامية سورية عن حصيلة أكبر من الضحايا تقارب 90 قتيلا.
من جهتها، نقلت قناة الإخبارية السورية عن مصدر بوزارة الدفاع أن عدد قتلى الجيش خلال فض الاشتباك بالسويداء ارتفع إلى 6.
وقال مصدر عسكري سوري إن مسلحين خارجين عن القانون اعتدوا على عناصر من الجيش في منطقة الثعلة بريف السويداء.
في غضون ذلك، قالت إدارة الإعلام بوزارة الدفاع السورية للجزيرة إن الوزارة نشرت وحدات بمناطق متأثرة لتأمين ممرات للمدنيين ووقف الاشتباكات.
وأضافت أن وزارة الدفاع جادة في بسط الأمن بالسويداء وسحب السلاح من الخارجين عن القانون.
كما قالت إدارة الإعلام بوزارة الدفاع السورية إنهم مستعدون لدعم أي مبادرة تهدف إلى ترسيخ السلم الأهلي.
وكانت وزارة الدفاع السورية قالت قبل ذلك في بيان إنها ستفرض الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن قواتها لن تتساهل مع أي مجموعات تهدد السلم الأهلي وحياة المدنيين.
وتمكنت قوات وزارة الدفاع السورية من التقدم والسيطرة على عدة مناطق في ريف السويداء بعد اشتباكات مع مجموعات محلية وصفتها الحكومة السورية بالمجموعات الخارجة عن القانون.
وتعليقا على الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء، قال وزير الداخلية السوري أنس خطاب إن غياب مؤسسات الدولة، خاصة العسكرية والأمنية، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء من توترات.
من جهته، حذر محافظ السويداء مصطفى البكور من محاولات إيقاع الفتنة؛ ودعا إلى ضبط النفس، مؤكدا أنّ الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين واستعادة الحقوق.
وأضاف خطاب أنه لا حل للتوتر إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي.
في المقابل، دعت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز -في بيان- إلى عدم الانجرار إلى الفتنة وقالت إنها ترفض دخول قوات الأمن العام السوري إلى محافظة السويداء.
وطالب الرئاسة الروحية بما وصفتها بالحماية الدولية على خلفية خطورة الوضع في المحافظة، بحسب ما ورد في البيان.
وفي ردود الفعل أيضا، دعا المنسق الأممي في سوريا إلى التهدئة وحماية أمن وسلامة المدنيين.
ووصف التطورات في السويداء بالخطيرة، قائلا إن السوريين يحتاجون بشدة إلى الاستقرار والسلام والوحدة من أجل التعافي.
أما الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان فدعا للتوصل إلى حل سلمي برعاية الدولة السورية يضمن الاستقرار والأمن والسلم.
وأعلن الحزب -في بيان- رفضه كل الدعوات المطالبة بتوفير الحماية الدولية للسويداء من أي جهة أتت، مؤكدا أن مسؤولية الأمن والحماية تقع حصرا على عاتق الدولة السورية.