في تطور دراماتيكي يزيد من توتر المشهد الإقليمي، نفذت إسرائيل، يوم العاشر من سبتمبر 2025، سلسلة غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن.
جاء هذا الهجوم بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على الضربة المثيرة للجدل التي استهدفت قيادات حركة “حماس” داخل العاصمة القطرية الدوحة، والتي أثارت صدمة سياسية وأممية واسعة.
تفاصيل القصف الإسرائيلي في اليمن
بحسب مصادر عسكرية وإعلامية متقاطعة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مواقع حوثية في كل من العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف. الغارات ركزت على معسكرات تدريب ومخازن أسلحة وقواعد وقود،
إضافة إلى مركز دعاية إعلامية تابع للجماعة. وأعلنت مصادر طبية في صنعاء أن القصف أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 شخصاً وإصابة أكثر من 130 بجروح متفاوتة، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.
المتحدث العسكري باسم الحوثيين وصف الهجمات بأنها “عدوان سافر” وهدد بالرد المباشر ضد أهداف إسرائيلية ومصالح حلفائها في البحر الأحمر وخليج عدن.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن العملية جاءت “رداً مباشراً على سلسلة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ أطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي الإسرائيلية والسفن التجارية في البحر الأحمر”، مشددة على أنها ستواصل ضرب ما وصفته بـ”البنية التحتية للإرهاب”.
السياق الإقليمي المتصاعد
تأتي هذه الغارات بعد يوم واحد فقط من القصف الإسرائيلي غير المسبوق على الدوحة، الذي استهدف اجتماعاً لقيادات رفيعة من حركة “حماس”.
وقد أسفر ذلك الهجوم عن مقتل عدد من القيادات، وأثار إدانات دولية من الأمم المتحدة وعدة عواصم عربية وغربية، معتبرة أن استهداف الأراضي القطرية يمثل “تصعيداً خطيراً” قد يفتح الباب أمام حرب إقليمية أوسع.
وبينما يرى محللون أن الضربتين – في قطر واليمن – تكشفان عن تحول استراتيجي في السياسة العسكرية الإسرائيلية، إذ باتت تستهدف خصومها خارج حدودها المباشرة،
يحذر آخرون من أن هذا النهج قد يجر المنطقة إلى موجة جديدة من الصراع المفتوح، خاصة في ظل ارتباط الحوثيين بمحور إقليمي تدعمه إيران.
ردود الفعل الدولية
الأمم المتحدة أعربت عن “قلق بالغ” من التصعيد الأخير، داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس ووقف الهجمات التي تهدد الاستقرار الإقليمي وأمن الملاحة الدولية. كما دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التهدئة،
مؤكدين في بيانات منفصلة أن أي توسع في رقعة المواجهة سيعقد مساعي التوصل إلى تهدئة في غزة واليمن على حد سواء.
في المقابل، لاقت الغارات الإسرائيلية تأييداً غير مباشر من بعض الأصوات السياسية في الغرب التي اعتبرت أن “إسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الحوثية”،
بينما شددت عواصم عربية على رفض استهداف أي دولة عربية أو جر المنطقة إلى حروب إضافية.
احتمالات التصعيد
المشهد في اليمن مرشح لمزيد من التعقيد، إذ تؤكد تقارير استخبارية أن الحوثيين يخططون لتوسيع نطاق هجماتهم البحرية والجوية ضد أهداف إسرائيلية ودولية.
وفي حال نفذوا تهديداتهم، فإن المنطقة قد تشهد موجة جديدة من المواجهات العسكرية، ما يضع الملاحة الدولية في البحر الأحمر على المحك ويؤثر سلباً على أسواق الطاقة العالمية.
القصف الإسرائيلي لمواقع الحوثيين في اليمن بعد يوم من عملية قطر يعكس مرحلة جديدة من الانفجار الإقليمي، حيث لم تعد المواجهة مقتصرة على غزة أو جنوب لبنان، بل امتدت إلى قلب الخليج العربي والجزيرة العربية.
وبينما تترقب العواصم الكبرى ردود الفعل اللاحقة، يبقى السؤال الأهم: هل نحن أمام حرب إقليمية شاملة أم مجرد فصل جديد من صراع طويل الأمد يتوسع يوماً بعد يوم؟