
قال الجيش الإسرائيلي إنه استكمل بناء ما أسماه “ممر موراج” الذي يقطع مدينة رفح عن باقي قطاع غزة، في إطار توسعه في هجماته على الجزء الجنوبي من القطاع.
هجوم وشيك
أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، أوامر تهجير قسري جديدة لعدة أحياء في خان يونس، محذرا من هجوم وشيك “بقوة كبيرة” ردا على الصواريخ التي أطلقتها حماس على إسرائيل من هذه المنطقة.
وأمرت أهالي قيزان النجار، وجيزان أبو رشوان، والسلام، والمنارة، والقرين، ومعين، والبطن السمين، وجرت اللوت، والفخاري، والأحياء الجنوبية لبني سهيلة، بمغادرة منازلهم والتوجه إلى المواصي على الساحل البحري لقطاع غزة.
وجاء هذا الإعلان وسط سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار وقصف مدفعي على خان يونس أسفر عن مقتل شخصين على الأقل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن ممر موراغ حوّل رفح فعلياً إلى “منطقة أمنية إسرائيلية”، وأضاف أن ممر نتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين سيتم توسيعه أيضاً.
الفرار من غزة
وأضاف كاتس في بيان إنه سيتم منح “المرور الطوعي” للفلسطينيين الذين يرغبون في الفرار من غزة، مشيرا مرة أخرى إلى خطة الرئيس الأمريكي ترامب لإخراج الفلسطينيين من غزة.
وقال كاتس لسكان غزة المحاصرين إنه يعرض عليهم “الفرصة الأخيرة لطرد حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن ووقف الحرب”، وإلا فإن العمليات الإسرائيلية ستمتد إلى “معظم أراضي غزة”.
إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف الحرب
أصدرت حماس بيانًا اتهمت فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإطالة أمد الحرب، رغم الدعوات المتكررة من داخل المجتمع الإسرائيلي لوقف الصراع . وجاء في البيان: “المعادلة واضحة: إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف الحرب. يقبلها العالم، لكن نتنياهو يرفضها”.
قالت نور عودة، مراسلة الجزيرة من العاصمة الأردنية عمّان، إن وزير الدفاع الإسرائيلي وجّه إنذارًا نهائيًا للفلسطينيين.
وأضاف: “أسقطوا حماس وأعيدوا الأسرى الإسرائيليين، هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب”.
يُحاصر حوالي 2.1 مليون فلسطيني في حوالي ثلث غزة، ولم تدخل أي شاحنات محملة بالمساعدات أو الغذاء أو غاز الطهي أو الوقود إلى القطاع منذ أن أعادت إسرائيل فرض الحصار الشهر الماضي.
وأضاف المراسل أن كاتس صرّح علنًا بأنه منذ خرق وقف إطلاق النار مع حماس في 18 مارس، كان هدف إسرائيل هو الضغط على السكان المدنيين.
وقال روبرت جايست بينفولد، المحاضر في الأمن الدولي في كلية كينجز بلندن، للجزيرة إنه في حين تقول إسرائيل إن إنشاء ممر موراغ هو عملاني بحت ويهدف إلى تقييد حماس، فإنه يبدو أنه جزء من استراتيجية إسرائيلية طويلة الأجل للسيطرة على غزة من بعيد.
وقال إن “إسرائيل سعت دائما إلى السيطرة على قطاع غزة، وخاصة الإشراف على ما يدخل إليه وما يخرج منه، و”الأمن” على الأراضي، كما تسميه إسرائيل”.
هذه الممرات [موراج، نتساريم، وفيلادلفي] سُميت تيمّنًا بمستوطنات، ولم تظهر المستوطنات هناك صدفة. بل وُضعت هناك لهذا الغرض تحديدًا: عزل المناطق الحضرية في غزة ومنح إسرائيل القدرة على تضييق الخناق على المنطقة متى شاءت.