تصاعدت بشكل منهجي ومتعمد الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين في جنوبي سوريا،خلال الأشهر الماضية، تشمل المطاردة، والاعتقال، وترويع الصحفيين بإطلاق النار الحي.
وفي تقرير مفصل، قالت “لجنة حماية الصحفيين الدولية “إن القوات الإسرائيلية وسّعت انتشارها في مناطق كانت خاضعة سابقاً لمراقبة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، أواخر العام الماضي، بحجة وجود تهديدات أمنية من جماعات مدعومة من إيران، ودخلت دوريات ووحدات مدرعة إسرائيلية إلى هذه المناطق.
مطاردة وتدمير معدات
وذكر التقرير حادثة تعرض الصحفيين السوريين نادر دابو من “سيريا مونيتور” ونور أبو حسن من وكالة “المدن” اللبنانية للمطاردة من قبل جنود إسرائيليين أثناء تغطيتهما في محافظة القنيطرة قرب الجولان، في ملاحقة استمرت أكثر من نصف ساعة عبر التضاريس الجبلية، قبل أن يوقف الجنود سيارتهما.
وقال دابو إنهم أطلقوا سراحه بعد أن تعهّد بعدم العودة، مهددين بسجنه في حال المخالفة. وأبلغ صحفيون آخرون عن تدمير معداتهم أو طردهم بالقوة وسط إطلاق نار تحذيري.
كما وثّقت اللجنة شهادة الصحفي السوري أنور عصفور، المصور المستقل المتعاون مع قناة “العربية”، الذي أكد تعرضه لإطلاق نار مباشر من مسافة قريبة بواسطة طائرة مسيرة أثناء تغطيته في قرية كودنة بريف القنيطرة، في أيار الماضي، رغم ارتدائه سترة الصحافة، وذلك أثناء توثيق أضرار لحقت بآبار مياه من جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.
استهداف صحفيين أجانب
وشمل التقرير حادثة اعتقال فريق “بي بي سي” العربية ومراسلها فراس كيلاني، في أيار الماضي، تحت تهديد السلاح، ومصادرة معداتهم، وتقييد أفراد الطاقم وعصب أعينهم قبل الإفراج عنهم.
واعتُقل أيضاً الصحفي الفرنسي سيلفان ميركادييه، والمحامي السوري محمد فياض، والصحفي المستقل يوسف غريبي، مطلع العام الجاري، في قرية الرافع بالقنيطرة، حيث تعرضوا للربط وتعصيب الأعين والاحتجاز لعدة ساعات، قبل أن يُتركوا في منطقة نائية وتُصادر بعض معداتهم.
ونقل تقرير لجنة الصحفيين الدولية عن رئيس وحدة الرصد في نقابة الصحفيين السوريين، محمد الصطوف، قوله إن هذه الحوادث أصبحت نمطاً متكرراً، مؤكداً أن الأدلة تشير إلى تعمد إسرائيل استخدام القمع كأداة للحد من حرية الإعلام ومنع وصول المعلومات للجمهور والمؤسسات الدولية.