أخلت إسرائيل ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى تهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني قسراً، وأمرت قواتها بالبقاء هناك خلال العام المقبل لمنع عودة السكان.
في الحادي والعشرين من يناير/كانون الثاني، شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على شمال الضفة الغربية ــ بعد يومين من سريان وقف إطلاق النار في غزة ــ ثم وسعت نطاقه إلى مناطق أخرى قريبة.
وقد أدى الهجوم الإسرائيلي القاتل إلى دمار هائل في المناطق الحضرية ونزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان يوم الأحد “حتى الآن تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس التي أصبحت الآن خالية من السكان”.
وأضاف “أمرت (القوات) بالاستعداد لوجود طويل الأمد في المخيمات التي تم تطهيرها خلال العام المقبل ومنع عودة السكان وعودة الإرهاب”.
وفي وقت سابق من اليوم أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع هجماته في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك نشر فرقة دبابات في مدينة جنين . وهذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها الدبابات في الأراضي الفلسطينية منذ نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2002.
وقال جيش الاحتلال في بيان له، إن قواته وجهاز الأمن العام (الشاباك) وحرس الحدود تواصل عملياتها في شمال الضفة الغربية وتوسع أنشطتها الهجومية في المنطقة.
وأضافت أن “فرقة دبابات ستعمل في جنين ضمن الجهد الهجومي”.
وقالت الأمم المتحدة إن العملية الحالية هي الأطول منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما نفذت إسرائيل غارات منتظمة على الضفة الغربية لتجنب الانتفاضة الفلسطينية.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فإن الهجوم الإسرائيلي الحالي على الضفة الغربية أجبر أكثر من 40 ألف فلسطيني على الفرار من منازلهم .
ويقول مسؤولون في المجال الإنساني إنهم لم يشهدوا مثل هذا النزوح في الضفة الغربية منذ حرب عام 1967.
تتصاعد التوترات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة حيث قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون الإرهابيون ما لا يقل عن 923 فلسطينياً وأصابوا ما يقرب من 7000 منذ بدء الحرب الإبادة الجماعية ضد غزة في 7 أكتوبر 2023، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
كما نفذ المستوطنون اليهود اعتداءات متكررة في مختلف المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية.
في يوليو/تموز 2024، أعلنت محكمة العدل الدولية أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ فترة طويلة غير قانوني ، وطالبت بإخلاء جميع المستوطنات الاستعمارية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
