وسعت إسرائيل قصفها على لبنان اليوم السبت حيث ضربت الضاحية الجنوبية لبيروت بعشرات الغارات الجوية وضربت مخيما للاجئين الفلسطينيين في عمق شمال لبنان لأول مرة.
إسرائيل توسع قصفها
وقالت حركة حماس في بيان إن الهجوم على مخيم البداوي قرب مدينة طرابلس الشمالية أدى إلى مقتل مسؤول في الجناح العسكري لحركة حماس وزوجته وابنتيه الصغيرتين. وقالت حماس في وقت لاحق إن عضوا آخر في جناحها العسكري قُتل في غارة إسرائيلية في وادي البقاع بشرق لبنان.
قالت القوات العسكرية الإسرائيلية إنها قتلت اثنين من كبار المسؤولين في الجناح العسكري لحركة حماس في لبنان، أحدهما بالقرب من طرابلس. وكانت إسرائيل قد قتلت العديد من مسؤولي حماس في لبنان منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس قبل عام تقريبا، بالإضافة إلى معظم القيادات العليا لحزب الله مع تصاعد القتال في لبنان في الأسابيع الأخيرة.
سيطرت أعمدة الدخان على سماء الضاحية الجنوبية المكتظة بالسكان في بيروت، حيث يتمتع حزب الله بحضور قوي. وتقول إسرائيل إنها تستهدف قادة حزب الله ومعداته العسكرية وتهدف إلى إبعاد الجماعة المسلحة عن الحدود المشتركة.
قُتل ما لا يقل عن 1400 لبناني، بمن فيهم مدنيون ومسعفون ومقاتلون من حزب الله، ونزح 1.2 مليون شخص من منازلهم في أقل من أسبوعين منذ تصعيد إسرائيل لضرباتها في لبنان.
بدأت جماعة حزب الله المدعومة من إيران، وهي أقوى قوة مسلحة في لبنان، في إطلاق الصواريخ على إسرائيل فورًا تقريبًا بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ووصفت ذلك بأنه إظهار للدعم للفلسطينيين. وتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار بشكل شبه يومي، مما أجبر عشرات الآلاف من الناس على جانبي الحدود على الفرار من منازلهم.
في الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل ما أسمته عملية برية محدودة في جنوب لبنان، في حين كثفت غاراتها الجوية هناك وبالقرب من بيروت. وقُتل تسعة جنود إسرائيليين في الاشتباكات البرية المكثفة التي تقول إسرائيل إنها أسفرت عن مقتل 250 مقاتلاً من حزب الله. وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه تم رصد نحو 30 صاروخا انطلقت من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، وتم اعتراض معظمها.
مئات الآلاف من الناس يفرون من لبنان
قُتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في أكثر من اثنتي عشرة غارة جوية إسرائيلية خلال الليل وحتى يوم السبت، وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام، وهي وسيلة إعلام رسمية لبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات خاصة نفذت غارات برية مستهدفة ضد البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، ودمرت صواريخ ومنصات إطلاق وأبراج مراقبة ومرافق تخزين أسلحة. وأضاف الجيش أن القوات فككت أيضا أنفاقا استخدمها حزب الله للاقتراب من الحدود الإسرائيلية.
قالت لجنة حكومية لبنانية إن نحو 375 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا هربا من الضربات الإسرائيلية في أقل من أسبوعين.
وشاهد صحفيو وكالة أسوشيتد برس آلاف الأشخاص وهم يواصلون عبور معبر المصنع الحدودي سيرا على الأقدام، حتى بعد أن خلفت الغارات الجوية الإسرائيلية حفرا ضخمة في الطريق المؤدي إليه يوم الخميس.
وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون يوم السبت أيضا إن الغارات الإسرائيلية على شمال ووسط قطاع غزة أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
وأفادت خدمات الإسعاف والطوارئ التابعة لوزارة الصحة في غزة بأن غارة جوية استهدفت مجموعة من الأشخاص في بلدة بيت حانون شمال القطاع، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل، بينهم طفلان.
وقال مستشفى العودة إن غارة أخرى أصابت منزلا في الجزء الشمالي من مخيم النصيرات للاجئين، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب الجيش الإسرائيلي على الضربات، لكنه يتهم حماس منذ فترة طويلة بالعمل من داخل المناطق المدنية.
كما حذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من مغادرة المنطقة الواقعة على طول ممر نتساريم الاستراتيجي في وسط غزة ، والذي كان في قلب العقبات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام. وطلب الجيش من الناس في أجزاء من مخيمي النصيرات والبريج للاجئين الإخلاء إلى منطقة المواصي، وهي منطقة تقع على طول ساحل غزة خصصها الجيش كمنطقة إنسانية.
ولم يتضح بعد عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي أمرت السلطات بإخلائها، والتي تم إخلاء أجزاء منها في وقت سابق.
ووفقاً لوزارة الصحة، التي لا تفرق بين القتلى المدنيين والقتلى المسلحين، قُتل نحو 42 ألف فلسطيني في غزة خلال الحرب التي استمرت قرابة العام. والآن أصبح نحو 90% من سكان غزة نازحين وسط دمار واسع النطاق.
