إضراب سائقي الشاحنات يعمق متاعب نظام خامنئي ويفضح العجز الحكومي

منذ صباح الخميس، 22 مايو2025، توقف سائقو الشاحنات في مدن مختلفة من البلاد عن العمل. بدأ هذا الإضراب يوم الإثنين 19 مايو بتوقف العشرات من الشاحنات في بندرعباس، وامتد يوم الخميس إلى مدن أخرى، بما في ذلك تبريز، كرمانشاه، شيراز، أراك، سيرجان، إيلام، قزوين، عباس آباد في دره شهر، وبرویز خان في كرمانشاه.
تجمع سائقو الشاحنات في المحطات ومناطق التحميل، مؤكدين على وحدتهم لاسترداد حقوقهم المهدورة.في المحطات، لا يتقدم أحد لتحميل البضائع، ولا تُرى الشاحنات في العديد من الطرق الترانزيتية. ويحتج سائقو الشاحنات على تقليص حصص الديزل، الزيادة الهائلة في تكاليف التأمين، انخفاض أجور النقل، وغيرها من المشكلات.
وأعلن سائقو الشاحنات: يجب على النظام أن يدرك أنه لا يمكنه العبث بمصير سائقي الشاحنات وعائلاتهم. إن الإضراب الوطني في 19 مايو هو تحذير يجب أن يؤخذ على محمل الجد… اليوم، الشاحنات صامتة، لكن أصوات السائقين تدوي أعلى من أي وقت مضى.

وبهذا الشأن، وجهت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، تحية إلى سائقي الشاحنات المضربين، قائلة إنهم عمال كادحون يعيشون في أقسى الظروف، ويعملون ليل نهار.
وأضافت أنهم يعلنون بشجاعة رفضهم الخضوع للظلم بعد اليوم، ولن يسمحوا، بوحدتهم واحتجاجاتهم، بأن يُهدر دم زملائهم في فاجعة بندرعباس دون حساب.
وأكدت السيدة رجوي: ما دام نظام الملالي جاثمًا على صدور الشعب، فإن الفقر والتمييز والفساد والتضخم والبطالة ستزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم. والطريق الوحيد هو الاحتجاج والانتفاضة والمقاومة لإقامة الديمقراطية والعدالة وسيادة الشعب
وكانت مدن إيرانية قد شهدت اضطرابات مماثلة قام بها الخبازون إلى السائقون والمتقاعدون… ضد الفقر والوعود الكاذبة في ظل انقطاع الكهرباء، ندرة المياه، وانهيار المشاريع السكنية
وتعكس سلسلة الاحتجاجات الشعبية التي عمق الأزمة الاقتصادية والانهيار في البنية التحتية، وسط تجاهل تام من النظام الإيراني. وتنوّعت هذه التحركات بين مطالب معيشية، ومطالب مهنية، ومطالب حقوقية تتعلق بالسكن والتقاعد والخبز والطاقة.
وفي مدينة قزوين نظمت احتجاجات للمشاركين في مشروع الإسكان الوطني حيث تجمّع عدد من المشاركين في مشروع ‘الإسكان الوطني’ في قزوين، شمال غرب إيران، رافعين شعارات ضد تدهور الأوضاع المعيشية، أبرزها: «نحن تحت خط الفقر وسنقاوم
تشير سلسلة الاحتجاجات المتزامنة إلى انهيار شامل تعيشه إيران تحت حكم ولاية الفقيه. من الخبز إلى الوقود، ومن المسكن إلى الماء والكهرباء، يتحوّل كل عنصر من عناصر الحياة إلى أزمة تهدّد المواطن يوميًا. يأتي هذا في وقت أنفقت فيه السلطات الإيرانية، خلال العقود الثلاثة الماضية، حوالي تريليوني دولار على البرنامج النووي،
في حين تقلّصت الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز بشكل كبير، حيث أصبحت البلاد تعتمد على استيراد معظم الوقود المستهلك، بينما يعاني الشعب الإيراني من نقص حاد في الكهرباء والمياه. المشترك بين جميع الاحتجاجات هو: الفقر، الجوع، العطش، والخذلان التام من النظام.
في ظلّ هذا الواقع، لا تقدّم سلطات النظام أي حلّ سوى التجاهل والتهرّب أو التهديد. لكن الرسالة التي يبعث بها المحتجّون من مختلف المدن الإيرانية واضحة: الناس لم تعد تصدّق، لم تعد تخاف، ولم تعد تصبر. النظام يدفع البلاد نحو القاع، بينما المجتمع يستفيق على واقع مرير لم يعد يُحتمل بحسب بيان للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.