ذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن تقارير ميدانية تؤكد إطلاق نحو 70 صاروخاً من إيران باتجاه إسرائيل، مساء الأحد، في واحدة من أوسع الضربات الصاروخية منذ اندلاع المواجهة. وأشارت الوكالة إلى أن الصواريخ استهدفت مواقع عسكرية وبنية تحتية إسرائيلية، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد.
وأظهرت مقاطع مصورة لحظات سقوط الصواريخ، وحالة من الذعر الشديد في شوارع تل أبيب، حيث هرع السكان إلى الملاجئ مع دوي صافرات الإنذار.
تعليمات صارمة للسكان من الطرفين

مع اتساع رقعة الهجمات، أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات عاجلة لسكان عدة مناطق في البلاد، وخاصة في القدس، وتل أبيب، وبئر السبع، وأسدود، بالبقاء على مقربة من الملاجئ، وتجنب التجمعات العامة والانتقال غير الضروري، تحسباً لموجة جديدة من القصف الإيراني.
وقال الجيش في بيان: “يجب تقليل الحركة في الأماكن العامة إلى الحد الأدنى، وعند تلقي إنذار، التوجه فوراً إلى مكان آمن والبقاء فيه حتى صدور تحديث رسمي”.
وفي خطوة مشابهة، حذرت القوات المسلحة الإيرانية المدنيين المقيمين قرب مواقع حيوية في إسرائيل من البقاء في أماكنهم، ودعتهم لمغادرتها فوراً حفاظاً على حياتهم. وجاء ذلك عبر بيان مصور بثّته وسائل إعلام رسمية إيرانية، تزامناً مع انطلاق الصواريخ الإيرانية مساء الأحد.
وقال المتحدث العسكري الإيراني: “نوصي المدنيين بالابتعاد فوراً عن المنشآت العسكرية والنووية ومخازن الذخيرة والمنشآت الحيوية في إسرائيل. سلامتهم على المحك”.
نتنياهو يتوعد إيران: “ستدفع ثمناً باهظاً”
في موقف تصعيدي، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طهران بالرد القاسي، وذلك خلال زيارته لموقع سكني مدمر في بلدة بات يام جنوبي تل أبيب، والتي تعرضت للقصف وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال نتنياهو من موقع الحادث: “إيران قتلت نساءً وأطفالاً في بيوتهم.. وستدفع ثمناً باهظاً لهذا العمل الإرهابي الجبان”.
وأضاف: “هذه المواجهة مع طهران ليست معركة قصيرة.. إنها دفاع عن حق إسرائيل في الوجود”، مؤكداً أن الضربات ستتواصل حتى “ردع إيران بشكل كامل”.
تصعيد يهدد بتفجير المنطقة
وتُعد هذه التطورات جزءاً من أخطر تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل منذ عقود، وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة الحرب لتشمل أطرافاً أخرى في الإقليم، بما فيها سوريا ولبنان والعراق، في حال استمرار تبادل الضربات على هذا النطاق.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن الجانبين يستعدان لجولة خامسة من القصف، في وقت لم تثمر فيه حتى الآن أي وساطات دبلوماسية لوقف النار، رغم تحركات روسيا والاتحاد الأوروبي وأطراف عربية.
ويرى مراقبون أن ما يجري لم يعد مجرد تبادل رسائل ردع، بل تصعيد شامل قد يُفضي إلى حرب إقليمية مفتوحة، إذا لم يتم احتواء الموقف في الساعات المقبلة.