تعيش القارة الإفريقية مرحلة دقيقة تتسم بتحديات متراكمة وآمال متجددة في تحقيق التكامل والتنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، ووفقا لتغريدة للباحث الموريتاني الخبير في الشئون الإفريقية سلطان جاء انعقاد الاجتماع التنسيقي نصف السنوي السابع للاتحاد الإفريقي في العاصمة الغينية الاستوائية مالابو، بحضور قادة ورؤساء دول وحكومات من مختلف أنحاء القارة.
كان من بين الحاضرين الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي حظي باستقبال رسمي وشعبي يعكس عمق الروابط بين الدولة والمواطنين في الداخل والخارج
يأتي هذا الاجتماع كما يؤكد البان في إطار سعي الاتحاد الإفريقي لتوحيد الرؤية القارية، وتعزيز التوافق بين السياسات الوطنية والإقليمية، في سبيل تحقيق أهداف أجندة 2063. هذه الأجندة تمثل خارطة طريق طموحة تسعى لتحويل إفريقيا إلى قوة اقتصادية وسياسية فاعلة على الساحة الدولية.
وسيناقش الاجتماع مراجعة مستوى التقدم في مشاريع التكامل الاقتصادي، وتقييم أداء التجمعات الاقتصادية الإقليمية كما يناقش موضوع العدالة والتعويضات للأفارقة وذوي الأصول الإفريقية، في ظل إرث الاستعمار والعبودية، فضلاً عن التحديات حول الأزمات السياسية والأمنية، خاصة في غرب إفريقيا، والانقلابات العسكرية المتكررة، وسبل تعزيز الاستقرار.
وبدورها تجسد مشاركة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في قمة مالابو للاتحاد الإفريقي فرصة استراتيجية لتعزيز مكانة موريتانيا على الساحة القارية.
ويعكس هذا الحضور ديناميكية الدبلوماسية الموريتانية وحرصها على الانخراط الفاعل في قضايا القارة، مع التأكيد على التزام البلاد بسياسة خارجية متوازنة وفعالة. في المقابل تتيح هذه المشاركة تعزيز التعاون الثنائي مع غينيا الاستوائية ودول إفريقية أخرى، خاصة في مجالات الاقتصاد والدبلوماسية، بما يدعم مصالح موريتانيا ويعزز دورها الريادي في إفريقيا.
ورغم التقدم المحرز في بعض مشاريع التكامل، لا تزال القارة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها ضعف التمويل وتراجع فعالية بعض التجمعات الاقتصادية. إن نجاح الاتحاد الإفريقي في لعب دور دولي مؤثر، كما حدث مع عضويته في مجموعة العشرين، يتوقف على قدرته في معالجة هذه التحديات الداخلية، وتعزيز التنسيق بين مكوناته.
اختيار موضوع العدالة والتعويضات للأفارقة وذوي الأصول الإفريقية لهذا الاجتماع يعكس إدراكًا متزايدًا بضرورة مواجهة الإرث التاريخي للاستعمار والعبودية.

ومن لثابت الإشارة إلي إن معالجة هذه القضايا لا تقتصر على التعويضات المادية، بل تشمل أيضًا وضع سياسات تعزز الإنصاف والمشاركة الشاملة في التنمية من أجل الوصول إلى أجندة 2063 التي تعد حلما لإفريقيا، من اجل ذلك لابد من مواجهة تحديات التنفيذ، ومن أبرزها ضعف التنسيق ونقص التمويل.
تؤكد مشاركة الرئيس غزواني في هذا الحدث التزام موريتانيا بتعزيز التكامل الإفريقي، وتطوير العلاقات الثنائية، ودعم قضايا التنمية والسلام. كما تعكس مكانة البلاد المتقدمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بفضل سياسة خارجية متوازنة ورؤية استراتيجية واضحة.
وفي هذا السياق يمثل الاجتماع التنسيقي نصف السنوي السابع للاتحاد الإفريقي في مالابو محطة مفصلية في مسار العمل الإفريقي المشترك. فهو ليس مجرد لقاء رسمي، بل فرصة لتجديد الالتزام الجماعي بقيم التكامل، العدالة، والتنمية المستدامة.
كما يعكس الحضور الموريتاني الفاعل حرص البلاد على مواصلة دورها الريادي في القارة، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية، في زمن تتعاظم فيه التحديات وتكبر فيه الآمال