تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد معرض الإسكندرية للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، في ثاني أيام فعالياته، إقبالًا جماهيريًّا ملحوظًا من مختلف الفئات العمرية، حيث توافد الزوّار على أجنحة الهيئة المصرية العامة للكتاب وقطاعات وزارة الثقافة ودور النشر المشاركة، في مشهد يعكس حيوية المشهد الثقافي في المدينة، ويؤكد شغف جمهورها المتجذّر بالقراءة والكتاب.
ويأتي هذا الزخم الجماهيري متزامنًا مع احتفال الإسكندرية بعيدها القومي، في إشارة رمزية إلى تلازم الذاكرة الوطنية بالمشروع الثقافي، وإلى المكانة التي تحتلها المدينة في الوجدان المصري، بوصفها إحدى الحواضر العريقة التي وُلد فيها الوعي، وتشكّلت على أرضها تجارب فكرية وأدبية وفنية ما تزال تُلهم حتى اليوم.
ويندرج المعرض ضمن خطة موسعة تنفذها الهيئة المصرية العامة للكتاب، بالتعاون مع قطاعات وزارة الثقافة، منذ مطلع شهر يونيو، بالتوازي مع احتفالات 30 يونيو، لإقامة سلسلة من معارض الكتاب في عدد من المحافظات، بمشاركة واسعة من دور النشر، ترجمةً لرؤية تؤمن بأن المعرفة لا بد أن تكون متاحة، حاضرة، وقريبة من الناس، في كل مدينة وموسم وسياق.
وتتجلّى أهمية إقامة المعرض في الإسكندرية تحديدًا، في خصوصية المدينة الثقافية، وطبيعة جمهورها القارئ، الذي يمتلك شغفًا أصيلًا بالكتاب، لا سيما في موسم الصيف الذي يشهد توافد المصطافين وزوار المدينة، ما يضاعف الحاجة إلى فعاليات معرفية تُعيد للكتاب حضوره في الفضاء العام، وتُكرّس موقعه كأداة من أدوات الوعي والتنوير.