اتخذت إندونيسيا، موطن أكبر عدد من المسلمين في العالم، خطوةً حاسمةً نحو أن تصبح رائدةً عالميًا في مجال الاقتصاد الإسلامي من خلال إنشاء وكالةٍ مُخصصةٍ للاقتصاد الإسلامي، وفقًا لما ذكرته صحيفة “حلال تايمز”. تهدف هذه الخطوة الاستراتيجية إلى تسريع نمو التمويل المُتوافق مع الشريعة الإسلامية، والصناعات الحلال، والتمويل الاجتماعي الإسلامي، بالاستفادة من الاقتصاد الإسلامي العالمي الذي يشهد نموًا سريعًا بقيمة 3 تريليونات دولار.
ستكون الهيئة المُشكّلة حديثًا بمثابة هيئة حاكمة مركزية، تُنسّق السياسات، وتُبسّط اللوائح، وتُحفّز الابتكار في قطاع الاقتصاد الإسلامي في إندونيسيا. تُؤكّد هذه المبادرة التزام الدولة بأن تُصبح لاعبًا رئيسيًا في الطلب العالمي على الحلول المالية الأخلاقية والقائمة على الإيمان.
ستُعطي الوكالة الأولوية لعدة مجالات حيوية لتحقيق النمو المستدام. ويشمل ذلك تعزيز الصيرفة الإسلامية، والتكافل (التأمين الإسلامي)، والصكوك (السندات الإسلامية)، وتعزيز الإنتاج في قطاع الحلال، الذي يشمل الأغذية، ومستحضرات التجميل، والأدوية، والأزياء المحتشمة. كما تهدف إلى تحسين التمويل الاجتماعي الإسلامي من خلال الزكاة والوقف والصدقات، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز التحول الرقمي.
يبلغ إجمالي أصول المصارف الإسلامية في إندونيسيا حاليًا 70 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 6.5% فقط من إجمالي القطاع المصرفي، وهو رقم أقل بكثير من حصة ماليزيا السوقية البالغة 40%. ومن المتوقع أن تُسهم الوكالة الجديدة في سد هذه الفجوة من خلال طرح منتجات أكثر تنافسية، وتحسين الوصول إلى التمويل الأصغر الإسلامي، وحلول الخدمات المصرفية الإسلامية الرقمية، مستفيدةً من السوق المحلية الضخمة في إندونيسيا، التي تضم أكثر من 230 مليون مسلم.
إلى جانب التمويل، تسعى إندونيسيا إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لصناعة الحلال. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق الأغذية الحلال فيها إلى 280 مليار دولار بحلول عام 2025. ورغم أن الحكومة فرضت اعتماد الحلال، إلا أن تحدياتٍ مثل ارتفاع تكاليف الاعتماد على الشركات الصغيرة والمتوسطة وعدم كفاءة سلسلة التوريد لا تزال قائمة. وستعالج الوكالة هذه العوائق لمساعدة إندونيسيا على أن تصبح من أبرز مُصدّري الحلال.