إياد العطية يكتب: أصحاب الهمم العالية
كل الناس تشترك في الآمال والأحلام، والجميع يتمنون أن يحققوها.
ما يميز أصحاب المشاريع الناجحة عن غيرهم، أنهم ثابروا، واجتهدوا، وأخذوا بكل أسباب النجاح، وبحثوا عن الفرص واستثمروها لصالحهم، على عكس الفاشلين الاتكاليين الذين ينتظرون الفرص أن تدق بابهم وتنحني لهم ليركبوها!
عبد الرحمن الداخل فر من سيوف بني العباس وكان شاب عمره 19 سنة.
عبر الفرات فوجا بذراعيه خائفًا مرتعبًا وغادر العراق إلى فلسطين ثم إلى مصر ومنها إلى أفريقيا حتى عبر إلى الأندلس!
لم يكن معه إلا خادمه ورفيق دربه «بدر» وفي جعبته أحلام وآمال اجتهد ليحققها، فثابر لوحده حتى أسس دولة الأمويين في الأندلس التي استمرت قرابة ال 260 سنة.
أبو بصير الذي فر من محبسه وعذابه من قريش وهاجر إلى المدينة، فرده النبي ﷺ مع الكفار الذين جاءوا مطالبين به بمقتضى المعاهدة التي بينهم.
فما انتكس ولا جزع، بل تفهم وقدر، ثم اجتهد وثابر، حتى قتل حارسه، وأخذ جانب البحر فاجتمعت معه ثلة من المؤمنين أذاقوا قريش الأمرين، حتى انصاعت لهم قريش صاغرين أذلاء.
الملك المظفر بن السلطان صلاح الدين الأيوبي، شارك مع والده في كثير من غزواته ضد الصليبيين حتى فتح الله على يده كثير من القلاع والحصون، وهو شاب صغير، وعندما بلغ عامه ال 14 جعله والده سلطانًا على حلب، ومنها يخرج بعسكره وجيشه لنصرة والده حتى فتح معه بيت المقدس 583 هجرية.
هؤلاء وأمثالهم أصحاب الهمم التي تعانق الجبال حري بنا وواجب علينا الاقتداء بهم واستنباط الدروس والعبر من سيرتهم.