مقالات

إياد العطية يكتب: بين الإفراط والتفريط

ما زال البعض، هدانا الله وإياهم إلى طريق الحق والوسطية، يعتقد أن التمسك بتعاليم الدين يعني التشدد بالألفاظ، والتنطع بالمواقف، والتضييق على الناس بالغلظة والحدة. وما علموا أن العالم هومن يفتش في نصوص الشرع ليجد للناس رخصة!

وفي المقابل، هناك من يتساهل في أمر الدين ويبالغ في التفريط فيه، من خلال تمييع النصوص وتخفيفها في غير موقعها!

إن التشدد والتنطع هو دين الجهال والصبية، والتساهل بأمر الدين والابتداع فيه هو المهلكة. وبكلاهما انحراف عن منهج الله القويم. فالحق الذي ارتضاه الله تعالى لنا هو: الطريق الوسط بين الإفراط والتفريط.

قال الله ﷻ:

﴿وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون﴾ [الأنعام: 153].

عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: خطَّ رسول الله ﷺ خطًّا بيده، ثم قال: “هذا سبيل الله مستقيمًا”. وخطَّ عن يمينه وشماله، ثم قال: “هذه السُّبل، ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعوإليه”. ثم قرأ: ﴿وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون﴾.

فمن كان على الطريق الوسط، فليلزم طريقه، ومن كان على السُبل الأخرى، فليرجع، فما زال في الأمر سعة، ومن تاب، تاب الله عليه.

إياد العطية

كاتب وباحث في شؤون الأمة ومهتم بتاريخها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى