مقالات

إياد العطية يكتب: جَوانِب مُضيئَة فِي مَرْحَلة عَصِيبَة

 1

دَعونِي أُحدِّثكم عن جَانِب مُضيءٍ فِي مَرْحَلة يسودهَا الظَّلَام، وعن بصيص أمل قد بان رَغْم الدَّمَار وجريَان الدِّمَاء كالْأنْهار، إِنَّها نُقطَة التَّحَوُّل والرُّجوع إِلى الأمَام.

2

سُقُوط بَغْداد واحْتلالهَا كَانَت الانْعطافة الأهمُّ فِي تَارِيخ اَلأُمة وَهِي بِداية مَرْحَلة جَدِيدَة، مِن اِسْتحْقاقاتهَا أن تَدفَع اَلأُمة تضْحيَات عَظِيمَة حَتَّى تَخرُج مِن مَرْحَلة الوهن.

3

بَعْد أن عَانَت اَلأُمة طَوَال اَلمِئة عام الماضية مِن ضَعْف وَهَوان وَذُل واسْتعْباد، وسبات طويل بعث اَللَّه الرُّوح فِيهَا مِن جديد بَعْد أن اِحْتلَّتْ بَغْداد وَتَداعَى المسْلمون لِنصْرتهَا مِن مَشارِق الأرْض ومغاربهَا.

4

 وَمُنذ ذَلِك الوقْتِ والْأمَّة بِسلْم صُعُود بِرَغم الدَّمَار وجريَان الدِّمَاء كالْأنْهار، اَلأُمة فِي صُعُود دَائِم نَحْو اَلقِمة والْمشاريع اَلتِي أعاقتْهَا سابقًا تَتَهاوَى عن اَليمِين وعن الشَّمَال.

5

أَسقَط اَللَّه كُلَّ الأقْنعة اَلتِي اِستتَر خلْفهَا النَّفْعيُّون وتجَّار القضايَا، وَتَهاوَت عَمائِم وَرمُوز، جماعَات وأفْرادًا حَتَّى بان وجْههم اَلقبِيح.

6

أَحدَاث غَزَّة اليوْم أَحيَيت ضَمائِر العالم كُلِّه، وجعلتْ فَجوَة كَبِيرَة بَيْن الشُّعوب وأنْظمتهَا المسْتبدَّة اَلتِي دَعمَت إِسْرائيل بِكلِّ وَقاحَة رَغْم مُعَارضَة شُعوبِهَا، هَذِه الفجْوة سَوْف تَخلُق تيَّارًا عريضًا بَيْن الشُّعوب ضِدَّ هَذِه الأنْظمة حَتَّى تُطيح بِهَا وتسْقطهَا الأَرْض.

7

 أَحدَاث غَزَّة كَشفَت عَورَة الكيَان الصَّهْيونيِّ وَحَقيقَة جَيشِه وَقوتِه اَلتِي صَدعُوا بِهَا رُؤوسنَا، وتفاخروا بأَنَّه من أقوى جَيْوش العالم، ثم اِنْهَار أَمَام ضَرَبات قِلَّة مِن المجاهدين الصَّابرين.

8

أَحدَاث غَزَّة كشف عَورَة النِّظَام اَلدوْلِي وَعلَى رَأسِه أَمرِيكا، وبيَّنتْ حَقِيقَة اَلهوِية الموحَّدة لِأمْريكَا وأوروبَّا وإسْرائيل فِي حَربهِم جنْبًا إِلى جَنْب ضِدَّ الإسْلام وَأهلِه.

9

أَحدَاث غَزَّة شَجعَت الشُّعوب على رَفْض سِياسِيَّة إِسْرائيل وحلفائهَا فِي المنْطقة، وكسرتْ شَوكَة هؤلاء الطُّغَاة والْجبابرة، وفتحتْ اَلْباب على مَصرعِيه لِأَخذ الثَّأْر لِلدِّمَاء اَلتِي سَالَت مِن المسْلمين.

إياد العطية

كاتب وباحث في شؤون الأمة ومهتم بتاريخها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى