إياد العطية يكتب: حقد إيران على العرب

عندما كان العرب عبارة عن قبائل مبعثرة في صحراء الجزيرة ليس لهم تأثير في دائرة الصراع، وكانوا خارج موازين القوة، كانت إمبراطورية فارس تحكم نصف الكرة الأرضية، وتصارع إمبراطورية الروم على النصف الآخر منها!

وكان الفرس يحتلون مناطق العرب ومنها العراق، يستعبدون أهله ويسمونهم سوء العذاب ذلًا وقهرًا ويعتبرونهم طبقة دنيئة ودونهم في الشرف، وعبيد يستحقرونهم ويستنكفون حتى عن قتالهم.

فإن تمردت إحدى القبائل العربية عليهم، وحاولت الخروج على طاعتهم أرسلوا إليها قبائل عربية موالية لهم تقاتلهم، استحقارًا لتلك القبائل العربية واستنكافًا من قتالهم، كما تفعل اليوم إيران في العراق!

وبعد أن أعز الله العرب بالإسلام، ودخل خالد بن الوليد بجيشه العراق، وأسقط إمبراطورية فارس في عهد عمر بن الخطاب، عادت فارس إلى ما وراء النهر، من هنا بدأ حقد المجوس على العرب مرة أخرى.

أيها العرب: إيران تسعى لاستعادة الإمبراطورية الفارسية التي أسقطها أجدادكم الأوائل وعلى جماجمكم، ولو بثوب إسلامي، لذا زرعت بين ظهرانينا حركات تمردية حاقدة لتحقيق هذا الهدف، ولن ترجع عنه حتى تحققه أو تفنى دونه!

فما أشبه اليوم بالبارحة، فها هي إيران المجوسية اليوم في العراق والشام ولبنان واليمن تستعيد دورها الخبيث في المنطقة، وتجعل الشيعة العرب وقودًا لحربها ضد الإسلام، وتحاول استعادة سيطرتها على منطقة نفوذها القديمة!

ولكن أسفي على أبناء عمومتنا الذين جعلوا من أنفسهم مطية تركبها المجوس لتحقيق أهدافها في المنطقة وقتلنا وتشريد أهلنا!

على الشيعة العرب أن يدركوا أن عمقهم الحقيقي هو العمق العربي والإسلامي، وأن المشروع المجوسي الصفوي مشروع سياسي، من أهدافه ضرب العرب بالعرب، وعلى أبناء عمومتنا أن يعوا؛ أن الساقط من الطرفين مكسب كبير لفارس!

إياد العطية

كاتب وباحث في شؤون الأمة ومهتم بتاريخها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights