إياد العطية يكتب: مبررات التدخل
كل الأزمات التي خلقتها أمريكا في المنطقة، وحتى الأزمات التي لم تكن هي السبب في نشوبها، لا ترغب أمريكا في حلها أبدًا.
بل على العكس تمامًا، هي تحرص على استثمارها والإمساك بجميع خيوطها والتلاعب بها. هذه هي نظرية كسنجر وتوصياته التي تقول:
“إننا لا ينبغي أن نحل هذه الأزمات، بل علينا أن نمسك بخيوطها حتى تكون لنا مبررًا للتدخل المباشر في مناطق النزاع.”
وهذا ما نشهده في العديد من بلدان العالم، وعلى رأسها العراق.
على نفس المسار تسير إيران في المنطقة؛ فهي تسعى للإمساك بجميع الخيوط التي تمكنها من التدخل المباشر في مناطق النزاع مثل العراق، سوريا، لبنان، اليمن، الكويت، وحتى السودان وتركيا.
أوقد تتدخل لتحسين صورتها السوداء وكسب مصالح معنوية وإنجازات إعلامية، تسوق بها مشروعها خارجيًا.
نرى ذلك من خلال دعمها المادي لحركة حماس وبقية الفصائل المسلحة في فلسطين، دون أي شرط أو قيد.
إيران استغلت اللحظة التاريخية لصالحها
وهذا لا يعد مأخذًا على الفصائل الفلسطينية المسلحة فحسب، بل هو انتقاد لكل المسلمين الذين قصروا في دعم المجاهدين،
ما سمح لإيران باستغلال هذه اللحظة التاريخية لصالحها. تقدمت إيران لدعم قضية فلسطين لتكتسب مكاسب معنوية، سياسية، وإعلامية،
وجعلت لها بصمة تاريخية كوسم عار في تاريخ الأمة العظيم. حاولت من خلاله تبييض تاريخها الإجرامي في الخيانات والمؤامرات عبر العصور.
هذه السياسة التي يتبعها هذان البلدان منهجية ثابتة وقوية، تنفق عليها أموال طائلة، ويخصص لها نخبة رجالهم فكريًا وميدانيًا.
لن نستطيع إيقاف هذه السياسة في بلداننا إلا إذا امتلكنا أدوات القوة الرادعة، وقبل ذلك، استقلال قرارنا السياسي والسيادي.