إياد العطية يكتب: مرونة التحالفات
في أوقات الحروب وتعقيداتها التي تمتزج فيها المصالح وتتشابك فيها الأهداف، يصبح من الضروري للمجاهدين والمقاومين أن يتقنوا فنون الحرب ويستوعبوا قواعد إدارة الصراع بين القوى الكبرى.
فلا يكفي الاندفاع بالحماسة وحدها، بل لا بد من الحكمة في المواقف والقرارات، مع التمسك بثوابت الإسلام التي لا تقبل المساومة أو التنازل.
إن المرونة في التحالفات تعد من أهم أدوات المواجهة في الحروب المصيرية، حيث يمكنها أن تصنع فرقًا حاسمًا في مسار المعركة.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة عظيمة، إذ تحالف مع بعض القبائل المشركة، ليس لإقرارهم على باطلهم، ولكن لتحييدهم عن ساحة الصراع وتخفيف الضغط عن المسلمين، موجهًا طاقاته وقواته نحو العدو الأكثر عداوة وشدة.
هذا الأسلوب النبوي في إدارة التحالفات يبين لنا أن الحكمة لا تتعارض مع الثبات، وأن المرونة في التفاوض لا تنفي وضوح الرؤية أو صلابة المبدأ. فالغاية هي تحقيق النصر مع الحفاظ على القيم، وتحقيق الأهداف دون التفريط بالأسس.
مرونة التحالفات ليست ضعفًا، بل هي قوة تعكس إدراكًا عميقًا لتوازنات القوى وساحات الصراع.
ولا شك أن المجاهدين في غزة وسوريا اليوم قد ادركوا هذه المفاهيم ويتحركوا على الأرض وفق هذه الرؤية العميقة للصراع الدار مع أعداء الأمة.
فممكن أن تكون هنا حليفًا لعدو وفي نفس الوقت تقاتله في بقعة أخرى، كما تفعل اليوم كبار الدول في العالم.