إيران بين مأزقين.. تعرف عليهما
أبوبكر أبوالمجد| فشلت الدولة الإيرانية في إثبات قوتها المدعاة منذ عقود، ووضعها الكيان العبري المحتل في وضع لا تحسد عليه بعد ضربه وإصابته الدقيقة للعشرات بل المئات من القيادات التابعة له ولأذرعه..
بدءًا من قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وانتهاء بفؤاد شكر، فضلًا عن مقتل الكثير من علمائها النوويين في طهران وكذا إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس.
وفي ذلك يرى الباحث أحمد عبد التواب، أنه على نقيض دولة الاحتلال، التى انطلقت متحررة من أى رادع فى عمليتها باغتيال إسماعيل هنية فى إيران، فإن إيران مُكَبَّلة بحسابات شديدة التعقيد عن كيف يكون رد فعلها على هذا الموقف الصعب الذى وضعتها فيه دولة الكيان، لما فى الاغتيال من إهانة بالغة لها، لنجاحها فى اختراق حدودها وانتهاك استحكامات أمنها الداخلى وقتل واحد من أقرب حلفائها وهو فى حمايتها، وأن يقع هذا فى اليوم الأول من حكم الرئيس الإيرانى الجديد، بما يفرضه كل هذا على إيران بأن تسعى لرد الاعتبار والانتقام!
وأضاف عبد التواب، أن إيران أعلنت بالفعل بعد الاغتيال مباشرة أن ردّها سيكون قاسياً، ولكنها، بعد أيام قليلة، أعطت مؤشرات عكسية، بأنها سوف تتنازل عن ردها إذا التزم الاحتلال بوقف إطلاق النار فى غزة، وهى إشارة على نية إيران بالتراجع عن تصريحاتها النارية السابقة.
لافتًا، إلى أن الاحتلال الصهيوني أصرَّ على المزيد من إحراج إيران بعدم إبداء أى نية لها على وقف إطلاق النار، فقد توافرت أدلة على أنها لم تبادر فى التخطيط لاغتيال هنية إلا بعدما أكملت مع حلفائها الأقوياء التخطيط للاغتيال ولتبعات ما بعده، وهو ما بدت منه عدة مؤشرات كان أهمها الاجتماع الذى عقده أكبر حلفاء الكيان، أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، الأسبوع الماضى، وحذروا فيه إيران بأنهم سيحاربون فى صف الاحتلال ضد ما سموه (أى اعتداء على إسرائيل)، دون إبداء أى تفهم لغضب إيران لاغتيال هنية! بل إنهم أنذروها بضرورة وقف دعمها لما سموه (الجماعات الإرهابية)، يقصدون حزب الله وحماس والحوثيين!
وأوضح الباحث أحمد عبد التواب، أن هذا يعنى احتمال اقتراب تحقيق حلم إسرائيل بإنزال ضربة شديدة بإيران، قد تصل لتدمير منشآتها النووية وقواعدها الصناعية والعلمية، لتعيدها عقوداً إلى الوراء، ولتجعل دولة الكيان القوة النووية الوحيدة فى الإقليم، وقد تشعل حرباً موسعة تفيد الكيان، خاصة بعد أن احتشدت بالفعل القوات المتحالِفة لحمايته فى البحر المتوسط، ونصبت فى دول مجاورة لإيران أجهزة الرصد لمعرفة الخطر على الصهاينة فى منابعه.