أكدت إيران، صباح الجمعة، وقوع هجمات “محدودة النطاق” استهدفت مواقع نووية في البلاد، بينها منشأة نطنز النووية.
وذلك في أعقاب ضربات جوية نُسبت لإسرائيل خلال تصعيد عسكري غير مسبوق في المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” عن مسؤول في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن “بعض المنشآت النووية تعرضت لأضرار مادية طفيفة، دون التأثير على قدرة البلاد على التخصيب أو البرنامج النووي السلمي”.(وفقًا لوكالة إرنا الرسمية)
في السياق نفسه، صرّحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان رسمي من فيينا، أنها تلقت تأكيدات من المفتشين العاملين في إيران عن وقوع “تدمير جزئي” في أجزاء من البنية التحتية بمنشأة نطنز، دون تسجيل تسرب إشعاعي حتى الآن
. وقالت المتحدثة باسم الوكالة إن “فرق التفتيش الدولية تتابع عن كثب الوضع على الأرض، وتنتظر السماح الكامل بالدخول لمراجعة حجم الأضرار”(وفقًا لبيان رسمي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلًا عن رويترز)
وكانت منشأة نطنز، الواقعة في محافظة أصفهان وسط إيران، هدفًا متكررًا لهجمات إلكترونية وتفجيرات منذ عام 2020. ويُعتقد أنها القلب الصناعي لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني
. ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين غربيين قولهم إن “الهجوم يحمل بصمات إسرائيلية واضحة، ويبدو أنه كان يهدف لتعطيل مؤقت وليس لتدمير شامل للمنشآت”. (بحسب وكالة رويترز)
من جهته، لم يصدر أي تصريح رسمي من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن، التزامًا بسياسة “الغموض المتعمد”، إلا أن وسائل إعلام عبرية، مثل “هآرتس” و”تايمز أوف إسرائيل”،
أشارت إلى أن الضربات كانت “دقيقة ومحددة الهدف”، وتهدف إلى إرسال رسالة ردع لإيران دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة. (وفقًا لصحيفتي هآرتس وتايمز أوف إسرائيل)
في واشنطن، صرّح مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي أن “الولايات المتحدة لم تشارك في العملية ولم تكن جزءًا منها”، مؤكدًا أن واشنطن “تراقب عن كثب الوضع وتدعو لضبط النفس من جميع الأطراف”، بحسب ما نقلته شبكة CNN.
وأضاف أن “البيت الأبيض قلق من أن أي استهداف مباشر للمواقع النووية قد يتسبب في عواقب بيئية وأمنية خطيرة”. (بحسب شبكة CNN)
من جهته، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال جلسة مغلقة في الكنيست، أن “إسرائيل تملك الوسائل لإضعاف البرنامج النووي الإيراني ولن تتردد في استخدامها إذا لزم الأمر”،
مشيرًا إلى أن “منشأة نطنز كانت ولا تزال هدفًا مشروعًا في نظر تل أبيب طالما أنها تُستخدم لتخصيب اليورانيوم”. (بحسب تسريبات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية)
وفي طهران، اجتمع مجلس الأمن القومي الإيراني برئاسة الرئيس إبراهيم رئيسي لبحث سبل الرد. وأفادت قناة “برس تي في” أن الرد “سيكون في الزمان والمكان المناسبين”،
بينما شدد مسؤولون إيرانيون على أن “أي تهديد للمنشآت النووية يمثل تجاوزًا للخطوط الحمراء، وسيواجه بعواقب وخيمة”.(بحسب قناة برس تي في الإيرانية)
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من التصعيد بين طهران وتل أبيب، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق الشرق الأوسط إلى حرب مفتوحة، خاصة في ظل التصريحات الأميركية التي أعربت عن “القلق العميق” من أي استهداف للبنية التحتية النووية لدول المنطقة. (وفقًا لوكالة أسوشيتد برس)