قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: إن أوروبا تقترب من “التخلي عن دورها كوسيط” في الملف النووي الإيراني، وتسليم زمام المبادرة إلى الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة “الغارديان”، حيث أوضح بقائي أن إعادة فرض العقوبات الأممية الشاملة خلال أقل من 30 يومًا، بناءً على طلب أوروبي، ستعيد لواشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن بشأن أي قرارات لاحقة، بما في ذلك تمديد العقوبات أو تعديلها.
وقال: “الأوروبيون ينفذون ما أملاه ترامب عليهم.. دورهم يتقلص تدريجيًا، فقد انتقلوا من وسيط يحاول التوفيق إلى وكيل للولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا تصرف غير مسؤول إطلاقًا”.
وأشار إلى تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس التي وصف فيها الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية في يونيو بأنها “تقوم بالعمل القذر بالنيابة عن الجميع”، معتبرًا أن “هذا الموقف يعني أن جميع الدول الأوروبية غضّت الطرف عن الهجوم وربما زودت إسرائيل بمعلومات حساسة”.
وحذر بقائي من أن البرلمان الإيراني يمتلك صلاحية الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا مضت أوروبا في مسار إعادة فرض العقوبات الأممية.
وأكد أن الحكومة لا تملك صلاحية منع ذلك إذا أقر البرلمان قانونًا بهذا الشأن، مضيفًا أن الانسحاب يعني “فقدان الوكالة الدولية للطاقة الذرية حقها في مراقبة البرنامج النووي الإيراني”، وهو ما قد يثير مخاوف غربية بشأن نوايا طهران المستقبلية.
رغم التصعيد، أكد المسؤول الإيراني أن بلاده لا تزال تسعى إلى تسوية تسمح بعودة المفتشين الأمميين خلال الشهر المقبل، مضيفًا أن طهران قدمت ضمانات بعدم نقل مخزوناتها النووية، وأبدت استعدادها لخفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 3.67%، وهو السقف المحدد في الاتفاق النووي لعام 2015، إذا تم التوصل إلى اتفاق شامل يحفظ حق إيران في التخصيب المحلي.
وفي ختام حديثه، تساءل بقائي عن “إصرار واشنطن على حرمان إيران من حقها في التخصيب”، رغم ادعاءات ترامب بأن الهجمات الأميركية الإسرائيلية المشتركة قد “قضت على قدرات إيران في هذا المجال”.