تقارير

إيران تحبط هجوم إلكتروني معقد يستهدف بنيتها التحتية

إيران تكشف عن إحباط هجوم إلكتروني كبير على البنية التحتية

في تطور مثير، أعلن بهزاد أكبري، رئيس شركة البنية التحتية للاتصالات في إيران، أن السلطات الإيرانية قد تمكنت من إحباط هجوم إلكتروني ضخم ومعقد كان يستهدف البنية التحتية الحيوية للبلاد. ووفقًا لما ذكره أكبري في تصريحاته، تم رصد الهجوم في الوقت المناسب، وتم اتخاذ الإجراءات الوقائية الفعالة لضمان حماية الأنظمة الأساسية والحيوية في البلاد من التأثيرات السلبية.

وأوضح أكبري في تصريحاته لوكالة “تسنيم” للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن هذا الهجوم يُعد من أكثر الهجمات الإلكترونية تعقيدًا وانتشارًا في تاريخ إيران، حيث استهدف أنظمة متعددة في مجالات الاتصالات والبنية التحتية الرقمية. وأكد أنه تم التعامل مع الهجوم بشكل سريع، مما أسهم في تقليص حجم الأضرار المحتملة. لكن، لم تكشف السلطات الإيرانية عن تفاصيل إضافية بشأن مصدر الهجوم أو الأطراف المتورطة فيه.

التزام إيران بحماية بنيتها التحتية الرقمية

تمثل هذه الهجمات الإلكترونية تهديدًا متزايدًا للبنية التحتية الإيرانية، خاصةً في ظل التوترات السياسية الإقليمية والدولية. وتستمر إيران في تعزيز إجراءاتها الأمنية على مختلف الأصعدة، بما في ذلك تطبيق تدابير وقائية للتصدي للهجمات الإلكترونية المتزايدة التي تشن ضدها من أطراف مجهولة.

الهجوم يأتي في وقت حساس لإيران

يكتسب هذا الهجوم الإلكتروني أهمية خاصة نظرًا لتوقيته المتزامن مع عدة أحداث أخرى في إيران. ففي اليوم الذي تم فيه الكشف عن الهجوم، وقع انفجار ضخم في ميناء بندر عباس، الذي يُعتبر أكبر ميناء للحاويات في إيران. أسفر الانفجار عن أضرار كبيرة في المنشآت الحيوية، ولكن لم يُعرف السبب الدقيق لهذا الحادث حتى الآن. وأشار بعض المسؤولين إلى احتمال وجود مواد كيميائية في الميناء أدت إلى حدوث الانفجار، بينما نفت وزارة الدفاع الإيرانية التقارير التي تحدثت عن ارتباط الحادث بسوء التعامل مع وقود صواريخ.

محادثات نووية مع الولايات المتحدة في ظل التصعيد

هذا الحادث يتزامن مع الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، التي عقدت في سلطنة عمان. ورغم عدم وضوح تأثير الهجوم الإلكتروني على سير المحادثات، إلا أن توقيته يثير تساؤلات حول العلاقة بين الهجمات الإلكترونية والأنشطة الجيوسياسية في المنطقة. إيران والولايات المتحدة لا يزالان في مفاوضات معقدة بشأن برنامج إيران النووي، وسط توقعات بأن تؤثر هذه المفاوضات على الاستقرار الإقليمي في المستقبل.

إيران تتهم إسرائيل بهجمات إلكترونية سابقة

لطالما اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء العديد من الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها، وذلك في إطار التوترات المستمرة بين البلدين. في وقت سابق، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعواته لتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بشكل كامل، مؤكدًا أن إيران تمثل تهديدًا مستمرًا ليس فقط للمنطقة ولكن للعالم بأسره.

تجدر الإشارة إلى أن إيران قد تعرضت في السابق لعدة هجمات إلكترونية ضخمة، كان أبرزها في عام 2021، عندما تعرضت محطات الوقود الإيرانية لعملية قرصنة على نطاق واسع، حيث تم تعطيل العديد من المحطات لفترة طويلة. واتهام طهران في ذلك الوقت إسرائيل بالمسؤولية، في وقت كانت التوترات بين البلدين في ذروتها.

الهجمات الإلكترونية على إيران: تاريخ من التصعيد

في عام 2023، تعرضت إيران لواحدة من أكبر الهجمات الإلكترونية في تاريخها، عندما تعطلت حوالي 70% من محطات الوقود في البلاد. وقد أعلنت مجموعة تسمي نفسها “العصفور المفترس” المسؤولية عن هذا الهجوم، وأوضحت في بيان لها أن الهجوم كان ردًا على ما وصفته بـ “عدوان الجمهورية الإسلامية ووكلائها في المنطقة”.

الاستعداد لمزيد من التحديات المستقبلية

تدرك إيران تمامًا أن الهجمات الإلكترونية تشكل تهديدًا مستمرًا على أمنها الوطني واستقرار بنيتها التحتية الحيوية. وقد بدأ المسؤولون الإيرانيون في تعزيز قدرات الأمن السيبراني في السنوات الأخيرة، وذلك عبر تطبيق أنظمة رقابة أكثر تطورًا وتطوير فرق مختصة للتصدي لمثل هذه الهجمات في المستقبل. ومن المتوقع أن تستمر هذه الهجمات الإلكترونية كجزء من التكتيك الإقليمي والدولي المعقد الذي يؤثر على إيران بشكل مباشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى