شنّت إيران، فجر الثلاثاء هجومًا صاروخيًا وصف بأنه الأعنف منذ بدء التصعيد الأخير، مستهدفة مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب، إضافة إلى منشأة أمنية يُعتقد أنها تتبع جهاز الموساد الإسرائيلي وسط البلاد.
وأكدت وسائل إعلام إيرانية وإسرائيلية وقوع الهجوم، وسط حالة تأهب قصوى في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
بحسب ما أوردته وكالة “نور نيوز” الإيرانية، فإن الضربة تأتي ضمن المرحلة التاسعة من عملية “الوعد الصادق”، التي تقودها قوات الحرس الثوري الإيراني ردًا على الهجمات الإسرائيلية التي طالت منشآت عسكرية وعلماء داخل الأراضي الإيرانية خلال الأسابيع الماضية.
وذكرت الوكالة أن الهجوم استُخدمت فيه صواريخ “قيام” و”سجّيل”، وأنه استهدف “منشآت نووية وأمنية شديدة الحساسية”، في إشارة مباشرة إلى مفاعل ديمونة ومركز عمليات استخباراتي.
قناة “كان 11” الإسرائيلية أكدت أن صافرات الإنذار دوت في مناطق واسعة جنوب إسرائيل، خاصة في محيط مفاعل ديمونة.
حيث سُمع دوي انفجارات قوية أعقبها انقطاع في التيار الكهربائي عن بعض المناطق. وأضافت القناة أن الجيش الإسرائيلي دفع بطائرات حربية ومروحيات هجومية إلى سماء النقب بعد سقوط الصواريخ، فيما لم يُدلِ الجيش بعد بتقييم رسمي لحجم الأضرار.
في سياق متصل، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر أمنية أن ضربة ثانية استهدفت منشأة محصنة في مدينة هرتسليا، وسط إسرائيل، وأن التحقيقات الأولية ترجح أن الموقع يتبع لجهاز الموساد الإسرائيلي.
وأفادت الصحيفة بوقوع حرائق ضخمة في المكان، وأن طائرات إخلاء وأمن داخلي وصلت بسرعة إلى المنطقة وسط تكتم رسمي.
الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي صرح عبر منصة “إكس” بأن “العدوان الإيراني تجاوز كل الخطوط الحمراء، وردّنا سيكون ساحقًا ويتجاوز الردع التقليدي”، فيما وصف الحدث بأنه “أخطر هجوم تتعرض له إسرائيل من دولة معادية منذ عقود”.
من جانبها، أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية بأن الهجوم يحمل “طابعًا استراتيجيًا ورسالة ردع متقدمة”، وذكرت أن الموجة التاسعة من العملية تم التخطيط لها بعد الغارات الإسرائيلية على مدينة أصفهان وقاعدة البسيج.
معتبرة أن استهداف ديمونة يمثل “كسرًا للخط الأحمر الإسرائيلي”.
في غضون ذلك، أعلنت هيئة الطيران المدني في إسرائيل إغلاق المجال الجوي بالكامل لمدة ست ساعات، في حين أصدرت الجبهة الداخلية تعليمات لسكان النقب والوسط بالبقاء في الملاجئ واتباع التعليمات الأمنية الصارمة.
ردود الفعل الدولية بدأت بالظهور سريعًا، حيث دعا الكرملين إلى “ضبط النفس ووقف التصعيد فورًا”، فيما قال البيت الأبيض في بيان مقتضب إن الرئيس الأميركي يتابع التطورات وهو على تواصل مباشر مع القيادة الإسرائيلية.
كما دعت المفوضية العليا للاتحاد الأوروبي إلى جلسة عاجلة لوزراء الخارجية لبحث تداعيات التصعيد الإيراني الإسرائيلي.