أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، أن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين سيجتمعون، الخميس، للجولة المقبلة من المفاوضات النووية، وقال إن العائق الرئيسي أمام التوصل إلى اتفاق هو أن الإيرانيين “يطلبون أشياء لا يمكن فعلها”.
وقال ترامب، للصحفيين في البيت الأبيض: “لدينا اجتماع مع إيران الخميس، وإنهم يطلبون أشياءً لا يمكن فعلها، إنهم يسعون إلى التخصيب، ولا يمكننا السماح به”.
وأكد ترامب أنه تحدث عن إيران في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلًا إن المحادثة سارت “بشكل جيد وسلس للغاية”.
وقال: “ناقشنا الكثير من الأمور، وسارت الأمور على ما يرام وسلاسة، وسنرى ما سيحدث. كما تعلمون، نحن نحاول القيام بشيء ما مع دولة تحدثنا عنها للتو – إيران”.
وشدد ترامب على أن إدارته “تسعى للتوصل إلى اتفاق يمنع الدمار والموت”، لكنه لم يكشف عن تفاصيل إضافية حول محادثته مع نتنياهو أو ما إذا كان هناك أي تقدم في وقف إطلاق النار في غزة، أو صفقة الرهائن، أو الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف الئيس الأمريكي، متحدثًا عن اتفاق إيراني محتمل: “نحاول التوصل إلى اتفاق يمنع الدمار والموت. وقد أبلغناه بذلك، وأبلغته به.
آمل أن تسير الأمور على هذا النحو، لكنها قد لا تسير على هذا النحو. سنكتشف ذلك قريبًا”.
ومن المتوقع أن تُعقد المفاوضات في العاصمة النرويجية، أوسلو.
وستكون هذه الجولة السادسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.
ويأتي ذلك بعد أن طرحت الولايات المتحدة مقترحًا يقترح إمكانية استثمار الولايات المتحدة في برنامج الطاقة النووية المدنية الإيراني والانضمام إلى تحالف يشرف على تخصيب اليورانيوم منخفض المستوى داخل إيران لفترة زمنية غير محددة.
ومن المتوقع أن يضم هذا التحالف دولًا من الشرق الأوسط والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
ورغم تصريح ترامب بتوقع إجراء مفاوضات، لم يقدم الإيرانيون ردًا رسميًا على المقترح الذي طرحته الولايات المتحدة خلال الجولة الخامسة من المفاوضات، وفقًا للمصدر.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستُعقد إما الجمعة في أوسلو أو في مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، الأحد، وأوضح المسؤول نفسه أنه لا توجد مفاوضات الخميس، كما ذكر ترامب.
ومن جانبها، أعلنت إيران أن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية ستُعقد في العاصمة العمانية الأحد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي في بيان: “بناءً على المشاورات التي جرت، يُخطط لعقد الجولة الأحد في مسقط”.
وفي سياق متصل، أصدرت أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تحذيرا، الاثنين، زاعمة اكتمال قاعدة بيانات شاملة للأهداف العسكرية الإسرائيلية، ومهددة بضرب ما وصفته بـ”المواقع النووية الخفية” الإسرائيلية ردًا على أي هجوم إسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية.
وحذرت أيضًا من أن “أي عمل عدائي ضد البنية التحتية الاقتصادية والعسكرية لإيران سيُقابل بإجراءات دقيقة ومدروسة”.
ووصفت أمانة مجلس الأمن القومي قاعدة البيانات بأنها “إنجاز استخباراتي كبير”، وأنها “تشكل جزءًا أساسيًا من التخطيط الاستراتيجي والإجراءات الصامتة والسرية للردا على استفزازات العدو”.
وفي الشهر الماضي، أفادت مصادر أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية تُشير إلى أن إسرائيل تُجهّز لضرب منشآت نووية إيرانية، حتى في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق دبلوماسي مع طهران.
ونفت إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدةً أن برنامجها سلمي، بينما تعتبر الحكومة الإسرائيلية طموحات إيران النووية “تهديدا وجوديا”.
ووصف رئيس جهاز استخبارات “الحرس الثوري”، العميد محمد كاظمي، العملية الاستخباراتية بأنها “تحفة استخباراتية”.
كما قال في بيان إن “هذا الإجراء لم يُحطم السلطة المصطنعة للنظام الصهيوني فحسب، بل تحدى أيضًا قدرات داعميه الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
كما حذّر القائد العام لـ”الحرس الثوري”، اللواء حسين سلامي، في بيانه من أنه إذا أقدمت إسرائيل على “أي خطوة خاطئة، فإن إيران ستفتح أبواب جهنم عليها”.
وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية لوسائل الإعلام الرسمية الاثنين أن بلاده لا تزال “تضع اللمسات الأخيرة” على ردها على المقترح الأمريكي.
وأكد نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، أن رد إيران سيكون “معقولًا” وسيتم تقديمه إلى سلطنة عُمان، التي تتوسط في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
