في تطور خطير ينذر بتوسيع رقعة الحرب الدائرة، وجّه الجيش الإيراني تهديدًا مباشرًا وواضحًا، السبت، باستهداف أي شحنات دعم عسكري يتم إرسالها لإسرائيل، مؤكدًا أن مثل هذه الإمدادات ستُعدّ بمثابة مشاركة مباشرة في العدوان على إيران.
جاء ذلك على لسان متحدث عسكري إيراني، في خطاب مصور بثه التلفزيون الرسمي الإيراني، حيث قال بلهجة حازمة:
“نحذر من أن إرسال أي معدات عسكرية أو رادارات، سواء عبر السفن أو الطائرات، من أي دولة كانت، لدعم النظام الصهيوني، سيتم التعامل معه باعتباره هدفا عسكريا مشروعا للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ويأتي هذا التهديد في وقت تشتعل فيه المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران للأسبوع الثاني على التوالي، في واحدة من أخطر المواجهات الإقليمية التي يشهدها الشرق الأوسط منذ عقود.
وبالتزامن مع التهديدات، أعلنت طهران، السبت، أنها شنت هجومًا واسعًا جديدًا بطائرات مسيّرة هجومية ضد أهداف داخل إسرائيل. ونقلت الإذاعة الرسمية الإيرانية أن الهجوم شمل عشرات الطائرات الانفجارية المسيرة التي أطلقتها القوات المسلحة النظامية، في تصعيد غير مسبوق من قبل إيران باستخدام أسلحة هجومية خارج إطار مليشياتها الحليفة.
في المقابل، لم تتأخر تل أبيب في الرد، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربات دقيقة على بنى تحتية عسكرية في جنوب غرب إيران، مؤكدًا مقتل ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال تلك العمليات.
وكان من أبرز القتلى، بحسب الإعلان الإسرائيلي، القيادي سعيد إيزادي، الذي وصفه البيان الإسرائيلي بأنه “حلقة الوصل الرئيسية” بين طهران وحركة حماس، في إشارة إلى طبيعة الدور العملياتي الذي كان يقوم به في إدارة العلاقة مع الفصائل المسلحة في غزة.
هذه التصعيدات المتبادلة تحمل مخاطر توسّع الصراع إلى نطاق إقليمي أوسع، خاصة مع تهديد إيران الصريح باستهداف السفن والطائرات الأجنبية التي تقدم أي نوع من الدعم العسكري لإسرائيل، ما قد يجرّ دولًا أخرى إلى قلب المواجهة، سواء شاءت أم أبت.