أفادت صحيفة “إندبندنت فارسي” أن سلسلة انفجارات في أنحاء إيران، نُسبت رسميًا إلى تسربات غاز، تُغذي الشكوك العامة حول أعمال تخريب. وتتزايد الشكوك، لا سيما بعد انفجار في برج غير مُوَصَّل بالغاز، وسط تكهنات بتورط إسرائيلي.
تُعزى سلسلة من الانفجارات المشبوهة في مختلف أنحاء إيران، بما في ذلك انفجاران وقعا مؤخرا في محافظة جيلان، رسميا إلى تسريبات غاز، لكن هذا التفسير يغذي الشكوك العامة على نطاق واسع والتكهنات بالتخريب، وفقا لتقرير من الموقع الفارسي لصحيفة الإندبندنت.
يتناول التقرير بالتفصيل كيف أن المسؤولين يفسرون سلسلة الحرائق والانفجارات في طهران ومدن أخرى في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية، في حين يشير مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي والمراقبون إلى التناقضات والسوابق التاريخية.
انفجارات إيران
في يوم الأحد، 20 يوليو/تموز، وقع انفجاران في محافظة جيلان. ووفقًا لصحيفة “إندبندنت فارسي”، ألحق الانفجار الأول في شارع بهونار بمدينة رشت أضرارًا بمدرسة لغات والمباني المحيطة بها، مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 18 شخصًا، معظمهم من المراهقات. استبعد المدعي العام في رشت ورئيس إدارة الإطفاء في المدينة فرضية التخريب، حيث زعم رئيس الإطفاء أن “تسرب غاز من متجر المجوهرات وإشعال ولاعة” هما السبب.
بعد ذلك بوقت قصير، وقع انفجار ثانٍ في فيلا من طابقين في رضوانشهر. ورغم عدم وقوع إصابات، نفى المحافظ، إيراج شاهي، أي عمل متعمد، مشيرًا إلى “مشكلة فنية في الأنبوب أو تسرب غاز”.
تشير صحيفة “إندبندنت فارسي” إلى أن رواية “تسرب الغاز” الرسمية هذه أصبحت موضع سخرية وتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية. ويسلط التقرير الضوء على حوادث مماثلة وقعت خلال شهر يوليو في مدن مشهد، وأراك، وتبريز، وقم، وكرمانشاه، والأهواز.
ردًا على التكهنات المتزايدة، أطلقت وسائل الإعلام الحكومية حملةً لتطبيع الأحداث. ونقلت وكالة أنباء إيرنا عن الرئيس التنفيذي لإدارة إطفاء طهران، قدرت الله محمدي، قوله: “معظم هذه الانفجارات ناتجة عن تسرب غاز في معدات قديمة، واستخدام أجهزة غاز غير مطابقة للمواصفات، وعدم مراعاة مبادئ السلامة”. وأضاف محمدي أن طهران تسجل حوالي 350 حادثة تتعلق بالسلامة يوميًا، في محاولةٍ لتصوير الانفجارات على أنها أمرٌ روتيني.
ونقلت وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإسلامي عن مسؤول في شركة الغاز الوطنية قوله إنه “لم يتم رصد أي دليل على أعمال تخريب أو إرهابية” وأن مثل هذه الحوادث “طبيعية” مع وجود 30 مليون مشترك في الغاز.
ومع ذلك، فقد قوّض الانفجار الأخير في برج بامشال في تشيتجار بطهران، في 19 يوليو/تموز، الرواية الرسمية بشدة. فبينما أُعلن أن السبب هو “تراكم الغاز وتسربه”، أفادت صحيفة “إندبندنت فارسي” أن التحقيقات كشفت أن المبنى كان لا يزال قيد الإنشاء وغير متصل بشبكة الغاز في المدينة، ويفتقر حتى إلى الكهرباء والمصاعد. وقد زاد إصابة سبعة أشخاص في المبنى شبه المكتمل من الغموض.
ويشير التقرير أيضًا إلى تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي تربط “الموت المفاجئ” لعلي طائب، المسؤول السابق في الحرس الثوري الإسلامي، بانفجار تشيتجار، الذي أُعلن عنه بعد يوم من الانفجار.
عزز تسلسل الأحداث التكهنات باستمرار العمليات السرية الإسرائيلية داخل إيران. وتشير صحيفة “إندبندنت فارسي” إلى أن الجمهورية الإسلامية، لتجنب الالتزام بالرد، “تفضل التقليل من شأنها باعتبارها حوادث طبيعية مثل تسربات الغاز والحرائق”.
يختتم المقال بذكر سابقة تاريخية لهذا النهج، مستذكرًا انفجار منشأة نطنز عام ٢٠٢٠، وانفجار مجمع تيسا في كرج عام ٢٠٢٢، وانفجار قاعدة بيدغانة عام ٢٠١١ الذي أودى بحياة قائد صاروخي كبير. في هذه الحالات، قدمت الحكومة في البداية روايات سرية أو مضللة قبل أن تظهر تقارير لاحقًا تؤكد دورًا إسرائيليًا مباشرًا.