في تطوّر جديد يُعيد تشكيل العلاقة المتوترة بين قطبي السياسة والتكنولوجيا في أميركا، أعلن الملياردير إيلون ماسك، الأربعاء، عن ندمه على منشوراته الأخيرة التي استهدفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مؤكدًا أنه “تجاوز الحدود” في انتقاداته.
وجاء تصريح ماسك عبر منصته “إكس” (تويتر سابقاً)، بعد أسبوع حافل بتبادل الإهانات بين الرجلين، حيث وصف ماسك، الرئيس التنفيذي لـ«تسلا» و«سبيس إكس»، مشروع قانون الضرائب والإنفاق التابع لإدارة ترمب بأنه “عمل مقزز ومثير للاشمئزاز”.
لكن التصعيد لم يتوقف عند هذا الحد؛ فقد طالب ماسك في منشور محذوف لاحقًا بـ”عزل ترمب”، وألمح في منشور آخر إلى وجود اسم ترمب في قضايا تتعلق بالمتحرش الشهير جيفري إبستين، وهو ما اعتبره البعض بمثابة “طلقة نارية إعلامية” ضد ترامب.
في المقابل، أعلن ترمب أن “العلاقة انتهت”، لكن عاد لاحقًا ليقول إنه “لن يمانع لو اتصل به ماسك واعتذر”.
المفاجأة جاءت من سوق المال، حيث قفز سهم «تسلا» في بورصة فرانكفورت بنسبة 2.44% عقب تراجع ماسك، ما اعتبره مراقبون محاولة لاسترضاء القاعدة اليمينية التي تؤثر على استثمارات ماسك وشركاته.
وبحسب مصادر قريبة من ماسك، فإن “الغضب بدأ يتلاشى” وإن هناك مؤشرات على رغبة حقيقية في إصلاح العلاقة مع ترمب، خصوصًا مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي مؤشر آخر على تراجع حدة المواجهة، قام ماسك بحذف أغلب المنشورات الهجومية، ومنها تلك التي تتهم ترمب ضمنيًا بارتباطات مشبوهة، كما أعاد نشر منشورات تتفق مع مواقف ترمب بشأن الأمن والهجرة، وأضاف أعلاماً أميركية تعبيرًا عن دعمه لمواقف صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين.
فهل هذه صحوة ضمير سياسية، أم مجرد مناورة تكتيكية من أغنى رجل في العالم؟