السبت مايو 18, 2024
ابن دقيق العيد تقارير

“ابن دقيق العيد” يرد على الذين يعارضون الشرع بالرأي

يقول ابن مدينة قوص، بمحافظة قنا، علّامة عصره: محمد بن علي القوصي، الشهير بـ “ابن دقيق العيد” المتوفي سنة 1302م، مُلخّصًا حالنا الآن:

‏أتانا من الأعرابِ قومٌ تَفقّهُوا/

وليس لهم في الفقهِ قَبلٌ ولا بَعدُ/

يقولون هذا عندنا غيرُ جائزٍ/

ومَن أنتمُ حتى يكونَ لكُمْ عِندُ؟/

1- (مَن تعوّدَ معارضة الشرع بالرأي؛ لا يستقر في قلبه الإيمان)

الإمام ابن تيمية: كتاب “درء تعارض العقل والنقل”

2- (ما عارض أحدٌ الوحي بعقله، إلا أفسدَ اللهُ عليه عقله، حتى يقول ما يُضحِك منه العقلاء)

الإمام ابن القيّم: كتاب “مختصر الصواعق”

3- القرآنُ في الدلالةِ على وجودِ اللهِ؛ كَونٌ ناطق، أما الكَونُ فهو قرآنٌ صامت.. وكلاهـما ينبثقُ من ذاتٍ واحدةٍ، ويهدفُ إلى غايةٍ واحدة.

“أبو حامد الغزالي”

4- (الدينُ نقلٌ وليس عقل، ووظيفة العقل فهم الدين، وليس التشريع في الدين)

الشيخ الألباني: كتاب “سلسلة الهدى والنور”

5- (الله أنعم عليك بالعقل، لا لتعارض به الكتاب والسُّنة، بل لتفهم به الكتاب والسُّنة)

الشيخ مقبل الوادعي: “إجابة السائل”

– كلُ أمرٍ جاء الشرعُ بحُكمهِ بدليلٍ من الأدلة، سواء كان متعلقًا بالعبادات، أو المعاملات، أو العقوبات، أو العلاقات الشخصِيَّة، أو تفسير الآيات، فهذا ليس للإنسان فيه إلا أن يعمل بمقتضى الدليل ويتفقَّه فيه:

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}

(36: الأحزاب)

ابن دقيق العيد

(محمد بن علي بن وهب بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري القوصي)

الميلاد: 22 يوليو 1228م، ينبع، أرض الحجاز

الوفاة: 5 أكتوبر 1302م (74 سنة) القاهرة.

شيخ الإسلام تقي الدِّين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مُطيع ابن أبي الطاعة القُشيري المنفلوطي الشافعي المالكي المصري، تفقه على والده في “قُوص” بصعيد مصر، وكان والده مالكي المذهب. ثم تفقه على الشيخ عز الدين بن عبد السلام، فحقق المذهبين، وأفتى فيهما، وسمع الحديث، وولي قضاء الديار المصرية، ودرَّس بالشافعي ودار الحديث الكاملية.

المولد والنشأة

وُلد ابن دقيق العيد في عرض البحر عندما كان والداه متوجهان إلى الحجاز لأداء فريضة الحج في 25 من شعبان 625هـ، ولما قدم أبوه مكة حمله وطاف به البيت وسأل الله أن يجعله عالمًا عاملاً.

  • نشأ ابن دقيق العيد في “قوص” بين أسرة كريمة في صعيد مصر، تعد من أشرف البيوت وأكرمها حسبا ونسبا، وأشهرها علما وأدبا، فأبوه أبو الحسن علي بن وهب عالم جليل، مشهود له بالتقدم في الحديث والفقه والأصول، وعُرف جده لأبيه بالعلم والتقى والورع، وكانت أمه من أصل كريم، وحسبها شرفًا أن أباها هو الإمام تقي الدين بن المفرج الذي شُدّت إليه الرحال، وقصده طلاب العلم.

اسم الشهرة

سبب شهرته باسم (ابن دقيق العيد)، أن جده مطيعا كان يلبس في يوم عيد طيلسانا ناصع البياض، فقيل كأنه دقيق العيد، فسمي به، وعُرف مطيع بدقيق العيد، ولما كان علي بن وهب حفيده دعاه الناس بابن دقيق العيد، واشتهر به ابنه تقي الدين أيضا، فأصبح لا يُعرف إلا به.

– بدأ ابن دقيق العيد طريق العلم بحفظ القرآن الكريم، ثم تردد على حلقات العلماء في قوص، فدرس الفقه المالكي على أبيه، والفقه الشافعي على تلميذ أبيه البهاء القفطي، ودرس علوم العربية على محمد أبي الفضل المرسي، ثم ارتحل إلى القاهرة واتصل بالعز بن عبد السلام، فأخذ عنه الفقه الشافعي والأصول، ولازمه حتى وفاته. ثم تطلعت نفسه إلى الرحلة في طلب العلم، وملاقاة العلماء، فارتحل إلى دمشق في سنة 660 هـ وسمع من علمائها ثم عاد إلى مصر.

– استقر بمدينة قوص بعد رحلته في طلب الحديث، وتولى قضاءها على مذهب المالكية، وكان في السابعة والثلاثين من عمره، ولم يستمر في هذا المنصب كثيرًا، فتركه وولى وجهه شطر القاهرة وهو دون الأربعين، وأقام بها تسبقه شهرته في التمكن من الفقه، والمعرفة الواسعة بالحديث وعلومه، وفي القاهرة درس الحديث النبوي في دار الحديث الكاملية، وهي المدرسة التي بناها السلطان الكامل سنة 621 هـ، ثم تولى مشيختها بعد ذلك، وكان على تبحره في علوم الحديث يتسدد في روايته، فلا يروي حديثًا إلى عن تحرٍّ واحتراز، ومن ثم كان قليل التحديث لا عن قلة ما يحفظه ولكن مبالغة في التحري والدقة

من أشهر كتبه:

1- الإمام في معرفة أحاديث الأحكام، صدر ما وصل إلينا منه في 4 مجلدات، بتحقيق الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله الحميِّد.

2- الإلمام بأحاديث الأحكام، وهو مختصر من الكتاب السابق (الإمام).

3- شرح الإلمام بأحاديث الأحكام، وهو شرح للكتاب السابق (الإلمام).

4- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام.

5- شرح كتاب التبريزي في الفقه.

6- شرح مقدمة المطرزي في أصول الفقه.

7- الاقتراح في بيان الاصطلاح.

8- شرح مختصر ابن الحاجب.

9- شرح الأربعين النووية.

10- اقتناص السوانح.

11- ديوان شعر.

ابن دقيق العيد كان على رأس المائة السابعة

روى أبو داوود رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال (إنّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)، وقد اتفقت الكلمة واتحدت عند العلماء المعاصرين لابن دقيق العيد بأنه مجدد تلك المائة، والإمام المقدَّم بالعلم والفتوى والزهد والقضاء، وحينما توفي قاضي القضاة في مصر، وهو التقيّ عبد الرحمن ابن بنت الأعز، وخلا بموته هذا المنصب وذلك في عهد السلطان منصور بن لاجين أشار أحد المقربين إلى هذا السلطان قائلاً: ألا أدلك على محمد بن إدريس الشافعي، وسفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم؟

قال له: نعم.

قال: عليك بابن دقيق العيد.

ويذكر عدد كبير من المؤخرين أن ابن دقيق العيد كان على رأس المائة السابعة الذي حدد للأمة أمر دينها بعلمه الغزير واجتهاده الواسع، وشهد له معاصروه بالسبق والتقدم في العلم، فقد كان ضليعًا في جميع العلوم اللغوية والشرعية والعقلية، ويؤكد السبكي ذلك فيقول: ولم ندرك أحدًا من مشايخنا يختلف في أن ابن دقيق العيد هو العالم المبعوث على رأس السبعمائة، المشار إليه في الحديث النبوي، وأنه أستاذ زمانه علمًا ودينًا.

مصادر

 

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب