تصاعدت حدة الغضب الشعبي في مدينة لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا، حيث خرج عشرات المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجًا على ممارسات عناصر شرطة الهجرة الفيدرالية الأمريكية، المعروفة اختصارًا باسم “ICE – آيس”، بعد تقارير عن مداهمات واعتقالات عنيفة طالت مهاجرين غير نظاميين في الأسابيع الأخيرة.
في مشهد لافت، تجمع أكثر من خمسين شخصًا أمام فندق يقيم فيه عناصر من شرطة الهجرة، وقاموا بقرع الطناجر والنفخ في الأبواق تحت شعار “لا نوم لآيس”. ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها: “آيس خارج لوس أنجلس” و**”لا راحة للشرطة السرية”**، تعبيرًا عن رفضهم للانتهاكات المتكررة ضد المهاجرين.
يقول ناثانايل لاندافيردي، أحد المشاركين في التظاهرة، وهو شاب يحمل شهادة في علم النفس:
“يرهبون مجتمعنا طوال النهار. لماذا يسمح لهم بالنوم ليلاً؟”
وقد أثارت مشاهد مصوّرة لعناصر من “آيس” وهم ملثمون ويحملون بنادق هجومية أثناء تنفيذ المداهمات، موجة من الغضب والقلق في أوساط المجتمع المحلي. وأفادت تقارير أن بعض الاعتقالات جرت في أماكن عامة مثل المحاكم والمزارع ومحطات غسيل السيارات.
الحملة الحالية تأتي تنفيذًا لتوجيهات من إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي اعتمد سياسة صارمة ضد المهاجرين غير النظاميين، واعتبر “آيس” ذراعه التنفيذية في هذا الملف.
لكن هذه السياسات، لا تحظى بإجماع داخل الولايات المتحدة، خاصة في ولايات مثل كاليفورنيا، التي تعتمد قطاعات واسعة من اقتصادها على العمالة منخفضة الأجور، وغالبيتهم من المهاجرين غير النظاميين.
وفي ظل تصاعد التوتر، شهدت لوس أنجلس ونيويورك توقيف عدد من المواطنين الأمريكيين بتهم تتعلق بعرقلة عمل الشرطة الفدرالية.
أثار ارتداء عناصر “آيس” للأقنعة واللثام انتقادات حادة. وقد دفع ذلك مشرعين في كاليفورنيا إلى طرح مشروع قانون بعنوان “لا شرطة سرية”، يهدف إلى منع قوات إنفاذ القانون من إخفاء وجوههم أثناء أداء مهامهم.
وفي هذا السياق، تساءل الباحث السياسي والتر أولسون من معهد “كيتو”:
“متى أصبح لدينا شرطة سرّية في الولايات المتحدة؟”
وأشار إلى أن الممارسات الجديدة قد تؤدي إلى التهرب من المسؤولية القانونية والدستورية.
من جانبها، برّرت إدارة ترامب اللثام بأنه ضروري لحماية الضباط من التهديدات والانتقام.
رفض شعبي مستمر
رغم الدعم السياسي الذي تحظى به “آيس” من قبل الرئيس ترامب، فإن الكثير من سكان لوس أنجلس أعلنوا استمرارهم في الاحتجاجات.
تقول جولييت أوستن، معلمة رقص تبلغ من العمر 22 عامًا:
“هم بالنسبة لي نسخة حديثة من الغستابو. لا مكان لهم في مدينتنا، ولن نصمت.”