ارتفاع طلبات الجنسية البريطانية بين الأمريكيين في عهد ترامب
زيادة طلبات الجنسية البريطانية بين الأمريكيين

تشهد المملكة المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في طلبات الجنسية من مواطني الولايات المتحدة منذ عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في يناير 2025. وفقًا لبيانات مكتب الداخلية البريطاني، تقدم 6,100 أمريكي بطلبات للجنسية في 2024، بزيادة 26% عن العام السابق، مع تسجيل 1,931 طلبًا في الربع الأول من 2025. فما الذي يقف وراء هذا الارتفاع؟ وهل يعكس تحولًا في تركيبة المجتمع الأمريكي؟
أسباب الزيادة: سياسات ترامب المثيرة للجدل
تُعد السياسات الاجتماعية والاقتصادية لإدارة ترامب الدافع الرئيسي لهذا الاتجاه. سياساته المتشددة، مثل تقييد حقوق المثليين ومجتمع الميم، أثارت قلق الأقليات الجنسية، خاصة الآباء الذين لديهم أطفال متحولون جنسيًا. كما أن القيود على حقوق الإجهاض دفعت نساءً وعائلات إلى البحث عن بيئات أكثر ليبرالية. على صعيد الهجرة، أثارت خطوات مثل تسريع الترحيل وتعديل قوانين الجنسية بالميلاد مخاوف بين المهاجرين وأبنائهم.
العوامل الاقتصادية والضريبية
تلعب التغيرات الضريبية دورًا كبيرًا في هذا الاتجاه. إلغاء المملكة المتحدة لنظام “غير المقيمين” الضريبي دفع الأمريكيين الأثرياء إلى التقدم للجنسية لتجنب الضرائب المرتفعة. كذلك، أثارت الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 50% على الواردات الأوروبية مخاوف من عدم الاستقرار الاقتصادي، مما شجع الأفراد ذوي الدخل المرتفع على البحث عن ملاذات آمنة.
تأثير المناخ السياسي
يُعد الانقسام السياسي في الولايات المتحدة محركًا رئيسيًا. تصريحات ترامب حول “الإمبراطورية” وهجومه على “الصحوة الثقافية” خلقت شعورًا بالخوف، خاصة بين الشباب والنخب. على سبيل المثال، أعلنت شخصيات مثل المغنية كورتني لوف عن نيتها الحصول على الجنسية البريطانية. كما ارتفعت طلبات تأشيرات الدراسة البريطانية بنسبة 9.6% في 2024، مما يعكس هروب الطلاب من التوترات السياسية.
هل هناك تحول في المجتمع الأمريكي؟
على الرغم من الارتفاع في الطلبات، فإن العدد الإجمالي لا يزال محدودًا مقارنة بحجم السكان الأمريكيين (330 مليون نسمة)، مما يجعل الظاهرة هجرة انتقائية وليست تحولًا ديموغرافيًا شاملًا. الفئات الأكثر تأثرًا تشمل الأثرياء، الأقليات الجنسية، والمهاجرين. ومع ذلك، يعكس هذا الاتجاه استقطابًا اجتماعيًا متزايدًا، قد يتلاشى مع تغير السياسات في المستقبل.