أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، اعتراض طائرة مسيّرة يُعتقد أن جماعة الحوثي أطلقتها من اليمن، في أول مؤشر على تجدد الهجمات رغم إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن الطائرة لم تخترق الأجواء الإسرائيلية، ولم تُفعَّل صفارات الإنذار، مؤكدًا اعتراضها قبل وصولها إلى أهداف داخل البلاد.
بحسب مراقبين، يأتي هذا الهجوم في إطار استئناف الحوثيين ضرباتهم الجوية بعد توقف مؤقت منذ انهيار هدنة غزة في مارس 2025، حيث نفذت الجماعة قرابة 40 هجومًا صاروخيًا وجويًا ضد إسرائيل، قبل أن تهدأ وتيرتها مع تصاعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة.
ويعزز الهجوم فرضية أن الحوثيين يتحركون بقرار مستقل عن طهران، خاصة بعد إعلان وقف إطلاق النار من واشنطن دون تنسيق ظاهر مع حلفائها الإقليميين.
في مناطق سيطرة الحوثيين، أبدت مصادر محلية خشيتها من عودة إسرائيل لتنفيذ موجات قصف انتقامية، خصوصًا في مدينة الحديدة، التي تعرضت سابقًا لأكثر من 10 موجات استهداف.
ورغم إعلان الجماعة دعمها لطهران وتهديدها بمهاجمة السفن الأميركية، فإنها لم تتبنَّ رسميًا سوى هجوم واحد ضد تل أبيب منذ منتصف يونيو، ما يعكس استراتيجية حذرة أو مرتبطة بتطورات إقليمية.
رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين، مهدي المشاط، وصف ما حدث بأنه “انتصار كبير لإيران”، معتبرًا أن طهران نجحت في فرض شروطها عبر وساطات إقليمية وضغوط أميركية، في تصريح يعكس تناغمًا سياسيًا أكثر من كونه موقفًا عسكريًا مباشرًا.
وكانت واشنطن قد شنت حملة عسكرية واسعة ضد الحوثيين خلال مارس ومايو 2025 تحت اسم “الفارس الخشن”، استهدفت فيها مواقع ومنشآت استراتيجية في الحديدة والمناطق الجبلية، وألحقت خسائر كبيرة بقدرات الجماعة.
لاحقًا، تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بوساطة عمانية، ينص على وقف الهجمات على السفن الأميركية، لكنه لم يتضمن أي التزام بعدم مهاجمة إسرائيل.
تؤكد تقارير يمنية ودولية وجود خبراء إيرانيين ومن “حزب الله” اللبناني في مناطق سيطرة الحوثيين، يشرفون على تطوير الصواريخ والمسيرات، ويقدمون الدعم اللوجستي والتدريب للمقاتلين.
تشير تصريحات الحوثيين إلى نيتهم مواصلة الهجمات حتى رفع الحصار عن غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، رغم التبريرات الإسرائيلية بأن الضربات على الحديدة كانت دفاعية وردًا على التهديدات.