دماءٌ تُراق على أسفلت الجوع.. وأجسادٌ تنهار تحت وطأة الحصار والقصف.. بينما العالم يُغمض عينيه، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد الأرواح في غزة، يوماً بعد يوم، بلا رحمة ولا قانون. المجاعة تُنهك الأجساد، والمدافع تُفجّر الصدور، والاحتلال يُمعن في جرائمه تحت سمع العالم وبصره.
وفي خضم هذا الدمار، يصدر تحذيرٌ غريبٌ من قائدٍ إسرائيلي: “غزة قد تصبح فيتنام جديدة!” كأنه يخشى على جيش الاحتلال من مقاومة لن تُهزم، لا أن يندم على دماء الأطفال والأبرياء الذين يسقطون كل ساعة. فهل يعترفون أخيراً أنهم يخوضون حرباً خاسرة؟ أم أنهم، كالعادة، يبحثون عن مبررات جديدة لاستمرار الإبادة ؟
سجل الشهداء
وسجلت مستشفيات القطاع استشهاد 41 فلسطينيا بينهم 18 من منتظري المساعدات فيما ارتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 193 معظمهم أطفال.
تحذير من فيتام جديدة
وحذر رئيس أركان الجيش الصهيونى إيال زامير من أن احتلال غزة بالكامل سيدفع الجيش إلى ما وصفه بالثقب الأسود مشبها إياه بتجربة فيتنام، وسط خلافات بين القيادات العسكرية والسياسية حول الخطط المستقبلية.
وفي الضفة الغربية واصل جيش الاحتلال حملات الاعتقال والاقتحام مع اندلاع مواجهات في جنين والخليل بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
سيناريوهات محتملة
توقع مراقبون استمرار الحرب بلا نهاية واضحة (السيناريو الأكثر ترجيحًا حاليًا) بسبب عدم وجود ضغوط دولية حقيقية لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، وانقسام داخلي إسرائيلي بين من يريد “إبادة حماس” بغض النظر عن التكلفة، ومن يخشى التورط في حرب استنزاف طويلة، بالإضافة الى غياب حل سياسي شامل، ورفض إسرائيل التفاوض مع حماس بشكل مباشر، وخذلان غير مسبوق من بنى جلدة الفلسطينيين من دول العالم.
النتائج المتوقعة:
وتوقعوا تصاعد الخسائر المدنية في غزة (المجاعة، الأمراض، القصف)، واحتمالية توسع المواجهات إلى الضفة الغربية أو جبهات إقليمية (لبنان/اليمن)، وتآكل شرعية القيادة الإسرائيلية دوليًا، لكن دون تغيير ملموس على الأرض.
كما توقع المراقبون، تصعيد إقليمي (خطر حرب شاملة) خاصة مع توافر محفزاتها وستكون البداية على سبيل المثال، ضربة إسرائيلية كبرى ضد حزب الله في لبنان، أو تصعيد إيراني مباشر، أو تدخل قوات أجنبية (أمريكية/أوروبية) تحت ذريعة “حماية المساعدات الإنسانية”.
التداعيات:
– انهيار أي أمل بتهدئة الأوضاع في المدى القريب.
– تعطيل خطط إعادة إعمار غزة، وتحويلها إلى ساحة حرب مفتوحة.
توقع باتفاق هشّ مؤقت (هدنة طويلة مع استمرار التوتر)
عن طريق: وساطة مصرية-قطرية جديدة بضغط أمريكي، مع إطلاق سراح بعض الأسرى/المعتقلين.، وموافقة حماس على صفقة تمنح إسرائيل مكاسب إعلامية (مثل عودة بعض المخطوفين).
التحديات:
– رفض أطراف داخل حماس أو إسرائيل (مثل نتنياهو) لأي تنازلات.
– عدم معالجة الأسباب الجذرية للصراع (الأستيطان، الحصار، حقوق الفلسطينيين).
انهيار النظام السياسي الإسرائيلي (مفاجأة محتملة)
بسبب تصاعد الاحتجاجات الإسرائيلية ضد الحكومة بسبب فشلها في تحقيق “النصر”، أو تدهور الاقتصاد، و انقسام الجيش الإسرائيلي حول أولويات الحرب (مثل تحذيرات زامير من “فيتنام جديدة”)، و قد يُجبر نتنياهو على انتخابات مبكرة، لكن من غير الواضح إن كان البديل سيكون أكثر اعتدالًا.
المشهد الأكثر قتامة
-القوى الدولية (خاصة أمريكا والاتحاد الأوروبي) تفضل “إدارة الأزمة” بدلاً من حلها، مما يطيل أمد المعاناة.
– غزة قد تشهد مرحلة جديدة من الفصل العنصرى القهرى “الأبارتهايد الإنساني”: بقاء القطاع تحت حصار مع تدفق محدود للمساعدات لمنع انفجار الوضع دوليًا، لكن دون إعادة إعمار حقيقية.
– أي حل سياسي يحتاج تغييرًا جذريًا في موازين القوى (مثل انتفاضة فلسطينية عارمة، أو ثورة داخل الكيان ضد اليمين المتطرف).
حكمة تاريخ
التاريخ يُعلّمنا أن الشعوب المُحاصَرة لا تموت صمتًا.. لكن الثمن سيكون مُرًا، وسيكون النصر حليفا للمقاومين المخلصين، هذه سنن كونية، وإن طال زمن القهر.