الأمة الثقافية

“اطمئنان الروح”.. شعر: عمر بلقاضي

شكوى المُصابِ لغيرِ اللهِ مَنقصةٌ

في العقلِ والدِّينِ ، أين الرّشدُ والجَلَدُ

فالمؤمنُ الحقُّ لا يهوي به وجَعٌ

على الرّحيم مُجيرِ الخلقِ يَعتمِدُ

يهفو إليه بقلبٍ خاشعٍ دمِثٍ

والعينُ تدمع ُوالأطرافُ ترتَعدُ

ربّاهُ ربّاهُ ضُرُّ العيشِ أوهنَنا

من دونِ فضلكَ لا عونٌ ولا سنَدُ

نرجو الخلاصَ بما في القلبِ من أمَلٍ

إنّا لقُدرةِ ربِّ النّاسِ نَعتقدُ

مهما تعقَّدتِ الأوضاعَ إنّ لها

حلًّا لدى ملِكٍ بالملكِ ينفردُ

إنَّ الدُّعاء نجاة ٌمن هواجسِنا

وعدٌ من الله ذي الإكرامِ فاجتهِدُوا

المُلكُ للهِ ما في الكونِ من عَبَثٍ

لن يعرفَ الحقَّ من غيرِ الهدى أحَدُ

لا يستهينُ بذكرِ اللهِ ذو حُلُمٍ

إلا الذينَ على غيِّ الهوى مَرَدُوا

يَستهترونَ بشأنِ اللهِ في عَمَهٍ

لكنَّهم ركعوا للنَّفس أو سجَدُوا

لذلكَ انقلبتْ فيهم طبائِعُهمْ

قد عُلِّقُوا بحبالِ الوهْمِ قد فَسَدُوا

فالضَّنْكُ دَيْدَنُهمْ في عيشهمْ أبداً

الهمُّ والغمُّ والإسفافُ والنَّكدُ

يا ويلَ من سلَكوا درْبَ الشَّقاءِ هُنَا

قد حاربُوا اللهَ بالعصيانِ أو جَحَدُوا

إنَّ السَّعادةَ إيمانٌ يُطمئِنُنا

ليستْ عُروضًا من الأشياءِ تُحتَشَدُ

كمْ في البسيطةِ من قومٍ بلا مُتَعٍ

منَ الرَّغائبِ إلّا أنّهم سَعِدُوا

الذِّكرُ والشُّكرُ والإيمان غايتُهمْ

والله ُيسعدهمْ دوْماً بما وَجَدُوا

ليسَ التَّمتُّعُ ما يُثري الهناءَ ولاَ

مالٌ غزيرٌ ولا قصرٌ ولا وَلَدُ

لكنّه الصِّدقُ في قلبٍ يؤوبُ إلى

ربٍّ رحيمٍ يوفِّي القلبَ ما يَعِدُ

طوبى لمنْ عبَدوا ربَّ الورى رغَباً

طوبى لمن عمِلوا دومًا بما شَهِدُوا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى