في مشهد مأساوي ومؤلم، اندفع آلاف الجائعين الذين حاصرهم الاحتلال الإسرائيلي وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوما، باقتحام مركز توزيع المساعدات الإنسانية الذي تديره منظمة مدعومة أمريكيا غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
بدوره قال جيش الاحتلال الصهيوني، إنه أطلق “طلقات تحذيرية” في الهواء لمحاولة إثناء الفلسطينيين عن التكدس أمام مركز الإيواء الواقع بمنطقة تل السلطان غرب رفح.
وأضاف جيش الاحتلال، أنه لم يطلق أي نيران جوية تجاه مركز توزيع المساعدات المعدة للتوزيع.
ووفقا لشهود عيان، اندفع مواطنون من فئات عمرية مختلفة من المناطق الغربية في خان يونس ورفح، ومن بينهم نساء وأطفال، باتجاه المركز في منطقة تل السلطان غرب رفح، وشوهد عدد منهم يحملون صناديق فيها مواد غذائية.
وبحسب الشهود، اجتاز مئات الفلسطينيين حاجزا عسكريا للجيش الإسرائيلي قرب المركز، وتمكن العديد منهم من الوصول إلى داخل مركز المساعدات حيث وجدوا مئات من صناديق المساعدات المُعَدَّة للتوزيع، وأخذوها قبل أن يندفع آلاف آخرون تحت وطأة الجوع القاتل”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن أحد النازحين قوله، أنهم تسلّموا صناديق مساعدات من المؤسسة، قبل أن يندفع آلاف الناس إلى مركز توزيع المساعدات.
وأضاف “أبوزيد” وهو نازح من رفح ويقيم في مخيم للنازحين في خان يونس، أنه كان يقف في طابور عند نقطة تسليم للمساعدات برفح مع المئات من المواطنين، وفجأة بدأ عدد كبير من الأشخاص بالتدافع والدخول بشكل عشوائي للمركز.
وأضاف :” بعد دقائق بدأت القوات الإسرائيلية تطلق النار وكان الصوت مخيفا جدا، وبدأ الناس يتفرقون، لكن البعض حاول أن يحصل على المساعدات رغم الخطر”.
بدورها قالت “مؤسسة غزة الإنسانية” المعنية بتوزيع المساعدات للنازحين، إن عدد طالبي المساعدة في أحد مواقع التوزيع كان كبيراً جداً في وقت ما يوم أمس الثلاثاء، لدرجة أن فريقها اضطر إلى الانسحاب للسماح للناس “بأخذ المساعدات بأمان وتوزيعها” وتجنب الخسائر.
وأضافت أن العمليات العادية استؤنفت منذ ذلك الحين، وأنها وزعت حوالي 8000 صندوق غذائي، أي ما يعادل حوالي 462 ألف وجبة، بعد حصار إسرائيلي دام قرابة ثلاثة أشهر للقطاع.
وعلّق المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في غزة على الحادثة بأن “الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل العنصرية”.
وأدان المكتب في بيان استخدام المساعدات “كسلاح حرب وأداة للابتزاز السياسي”.
من جهته علق المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، على الحادث بقوله :” إن مقطع فيديو لآلاف الفلسطينيين يقتحمون يوم الثلاثاء موقعا تُوزّع فيه المساعدات من قِبل مؤسسة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل “مُفجع”.
وأضاف :” لدينا وشركائنا خطة مفصلة ومبدئية وسليمة من الناحية العملية – بدعم من الدول الأعضاء – لإيصال المساعدات إلى السكان المُحتاجين”.
وتابع: “نُواصل التأكيد على أن توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل فعّال أمرٌ ضروري لدرء المجاعة وتلبية احتياجات جميع المدنيين أينما كانوا”.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى قد قاطعت المؤسسة، التي يقولون إنها تُقوّض مبدأ توزيع المساعدات الإنسانية بشكل مستقل عن أطراف النزاع، بناءً على الحاجة.
وقال المتحدث الرئيسي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر كريستيان كاردون : “يجب عدم تسييس أو عسكرة المساعدات الإنسانية”.