انطلاقاً من مساعيها الرامية إلى تعزيز الوعي بالتراث الثقافي المصري، أعلنت مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث عن انطلاق فعاليات صالونها الثقافي الأول، الذي يُقام تحت رعاية عالم الآثار الشهير الدكتور زاهي حواس. وسيُقام الحفل الافتتاحي يوم الثلاثاء الموافق 11 مارس الجاري في قصر الأمير طاز التاريخي، بدءًا من الساعة التاسعة مساءً، بحضور نخبة من المثقفين والخبراء والمهتمين بالتراث.
وأوضح الدكتور طارق الجندي، الأمين العام للمؤسسة، أن الصالون الثقافي يهدف إلى خلق منصة حوارية تجمع بين الخبراء والجمهور العام، لتسليط الضوء على الإنجازات الأثرية المصرية وأحدث التطورات في هذا المجال. وأشار إلى أن المحاضرة الافتتاحية ستُلقى من قبل الدكتور زاهي حواس نفسه، الذي سيستعرض أبرز الاكتشافات الأثرية الحديثة، لا سيما تلك المتعلقة بهرم الملك خوفو في منطقة الجيزة، والنتائج المثيرة التي تم التوصل إليها مؤخرًا في مدينة الأقصر، والتي تعيد كتابة صفحات من تاريخ الحضارة المصرية القديمة.
ومن المقرر أن تُدار الندوة بواسطة الإعلامية والفنانة ندي بسيوني، التي ستوجه الحوار نحو تفاصيل هذه الاكتشافات وأهميتها العلمية والتاريخية، مع فتح باب النقاش أمام الحضور لطرح الأسئلة والاستفسارات. ويُتوقع أن تتطرق المحاضرة إلى تقنيات التنقيب الحديثة التي تستخدمها البعثات الأثرية، إلى جانب التحديات التي تواجه الحفاظ على المواقع التراثية في ظل التغيرات المناخية والضغوط العمرانية.
**قصر الأمير طاز: إطار تاريخي لفعالية ثقافية**
يُعد اختيار قصر الأمير طاز، الواقع بحي الخليفة في القاهرة التاريخية، إطارًا رمزيًا يجمع بين عراقة الماضي وحيوية الحاضر. فقد شُيد القصر في القرن الرابع عشر الميلادي خلال العصر المملوكي، ليظل تحفة معمارية تعكس روائع الفن الإسلامي. وتأتي إقامة الفعالية في هذا الموقع لتعزيز رسالة المؤسسة الداعية إلى الربط بين التراث المادي وغير المادي، وإحياء الأماكن التاريخية عبر أنشطة ثقافية تجذب الجمهور المحلي والعالمي.
مؤسسة زاهي حواس: رؤية نحو المستقبل
يذكر أن مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، المسجلة برقم 1169 لسنة 2024، تُعتبر إحدى المنصات الرائدة في مجال الحفاظ على التراث المصري ونشره محليًا وعالميًا. وتهدف المؤسسة، التي يرأسها الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، إلى أن تكون مركز إشعاع بحثي وتعليمي، من خلال تنظيم دورات تدريبية متخصصة، ومنح بحثية للشباب، وفعاليات توعوية تستهدف جميع فئات المجتمع. كما تسعى إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الدولية لتبادل الخبرات في مجالات الترميم وإدارة المواقع الأثرية.
خطوة نحو تعزيز الهوية الثقافية
يُمثل انطلاق الصالون الثقافي خطوة جديدة في مسيرة المؤسسة، التي تسعى إلى جعل التراث جزءًا من الحياة اليومية للمصريين، خاصةً الشباب، عبر تقديمه بأساليب تفاعلية وجذابة. وتأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية أوسع تشمل إنتاج أفلام وثائقية، وإصدار مطبوعات علمية مبسطة، وإنشاء متاحف افتراضية تسهل الوصول إلى المعلومات الأثرية.
وبهذه المناسبة، أعرب الدكتور طارق الجندي عن تفاؤله بأن يصبح الصالون الثقافي منصة دورية تساهم في إثراء الحركة العلمية، وتفتح آفاقًا جديدة للحوار بين الأثريين والمهتمين، مما يعزز مكانة مصر كقلبة نابضة بالتاريخ والثقافة على خريطة العالم.
