الأدب الموريتاني هو فرع غني ومميز من الأدب العربي والإفريقي، يجمع بين تراث عربي عريق وتأثيرات محلية وثقافات متعددة تمتزج في موريتانيا، البلد المعروف بتقاليده الشفهية والمدارس الشعرية العريقة. يمكن تقسيم الأدب الموريتاني إلى قسمين رئيسيين:
- الأدب العربي الموريتاني الكلاسيكي
يُكتب هذا الأدب باللغة العربية الفصحى، وقد ازدهر منذ العصور الإسلامية الأولى وحتى العصر الحديث.
أبرز ملامحه:
الشعر العمودي: اشتهر الموريتانيون بإتقانهم للقصيدة العمودية التقليدية، حتى لُقّبت موريتانيا بـ”بلاد المليون شاعر”.
المحاظر: وهي مدارس دينية وعلمية تقليدية، كانت تُدرّس الفقه، النحو، البلاغة، والشعر، وأسهمت في حفظ اللغة والأدب.
شخصيات بارزة:
الشيخ سيدي بابا: فقيه وشاعر.
الشيخ محمد فال (ابن متالي): شاعر معروف بأسلوبه الرقيق.
محمد ولد الطلبة: من أبرز شعراء المدرسة التقليدية.
- الأدب الشعبي (باللغة الحسانية)
هو الأدب الشفهي الذي يُعبّر عن الحياة اليومية، الثقافة المحلية، والعواطف الشعبية. يُستخدم فيه اللغة الحسانية، وهي لهجة عربية محلية.
أبرز أشكاله:
التبراع: نوع شعري نسائي، يتكون عادة من بيتين يُعبّران عن الحب أو الحنين أو الحكمة.
المديح النبوي: منتشر في الأوساط الدينية.
الحكايات الشعبية: تُروى شفهياً وتحمل قيماً تعليمية وتقاليد مجتمعية.
- الأدب الحديث والمعاصر
مع تطور وسائل الإعلام والتعليم، بدأ الأدب الموريتاني يأخذ أشكالًا جديدة:
أبرز مظاهره:
الرواية والقصة القصيرة: بدأت في الظهور منذ منتصف القرن العشرين.
الشعر الحر والنثر الفني: خصوصًا مع الجيل الجديد من الشعراء.
كتابة باللغات الأجنبية: بعض الكُتّاب الموريتانيين يكتبون بالفرنسية.
أسماء حديثة لامعة:
موسى ولد أبنو: روائي ومفكر معروف دوليًا، من أبرز رواياته الحب المستحيل ومدينة الرياح.
الشيخ بكاي: صحفي وكاتب.
خصائص الأدب الموريتاني:
حضور قوي للدين (الإسلام) في النصوص.
تأثر بالبيئة الصحراوية.
استخدام الرمزية والبلاغة التقليدية.
امتزاج بين التراث العربي والإفريقي.
أولًا: الرواية الموريتانية
النشأة والتطور:
لم تظهر الرواية الموريتانية بشكل واضح إلا في أواخر القرن العشرين، نتيجة لانشغال المجتمع طويلًا بالأدب الشفهي والشعر.
تطورت تدريجيًا بفضل التمدرس، الطباعة، والهجرة الفكرية إلى الخارج.
أبرز الروائيين الموريتانيين:
- موسى ولد أبنو
يُعد من رواد الرواية في موريتانيا، وهو مفكر وأديب معروف عربيًا وعالميًا.
أشهر أعماله:
الحب المستحيل: رواية اجتماعية فلسفية تستكشف صراعات داخلية وخارجية في بيئة محلية معقدة.
مدينة الرياح: تصور تناقضات الهوية والتاريخ والدين.
المرحّلون (Les déportés): رواية فرنسية تتناول موضوع العبودية والسياسة.
- بيرام ولد اعبيدي والشيخ بكاي
كتبوا في الرواية السياسية والاجتماعية، خصوصًا حول قضايا التمييز والعدالة وحقوق الإنسان.
- الروائيات الموريتانيات
بدأت بعض الكاتبات في اقتحام عالم الرواية، ومن أبرزهن:
ميمونة أحمد سالم وخديجة بنت اسغير، تناولن موضوعات مثل المرأة، التقاليد، والتعليم.
مواضيع الرواية الموريتانية
الهوية والدين
الصراع بين التقليد والحداثة
العبودية والتمييز الطبقي
قضايا المرأة
الواقع السياسي والاجتماعي
ثانيًا: الشعر الموريتاني
موريتانيا، كما يُقال، هي “بلاد المليون شاعر”، ولها تقاليد شعرية عريقة منذ قرون.
أنواع الشعر:
- الشعر الفصيح الكلاسيكي
محافظ على الوزن والقافية.
يغلب عليه المدح، الحكمة، التصوف، والفخر.
من أبرز شعرائه:
الشيخ محمد فال (ابن متالي)
محمد ولد الطلبة
بداه ولد البوصيري (شاعر وداعية)
- الشعر الحديث (الحر والتفعيلة)
بدأ يظهر في السبعينيات والثمانينيات.
يجمع بين الحداثة والرمزية واللغة المجازية.
من شعرائه:
الشيخ ولد بلعمش
ناجي محمد الإمام
محمد ولد عبدي
- الشعر الحساني (الشعبي)
يُقال باللهجة الحسانية.
من أشهر أنواعه:
التبراع (شعر نسائي، عاطفي، مكون من بيتين فقط)
لغن: شعر شعبي تقليدي.
يستخدم في المناسبات، المدح، الرثاء، والفكاهة.
خلاصة:
الرواية الموريتانية بدأت متأخرة لكنها ناضجة وتعالج قضايا إنسانية وثقافية مهمة.
الشعر لا يزال يحتفظ بمكانته الأسمى في الثقافة الموريتانية، بجميع أشكاله: الفصيح، الحر، والحساني الشعبي.