بعد سنوات طويلة من الأزمات، تبدأ سوريا اليوم في إعادة تنشيط قطاع النفط والغاز، حيث صدرت الحكومة يوم الاثنين نحو 600 ألف برميل من النفط الثقيل، للمرة الأولى منذ 14 عاماً.
وقد ساهمت تسهيلات أمريكية صدرت في يونيو الماضي برئاسة دونالد ترامب في تمهيد الطريق أمام الشركات الأمريكية للعمل في هذا القطاع الحيوي، ما يعكس بدء مرحلة جديدة نحو الانتعاش الاقتصادي.
وفي لبنان، يظهر التقدم في استعادة الدولة سيادتها من خلال اجتماع الحكومة المتوقع يوم الجمعة لمناقشة خطة خلع السلاح، بإشراف الجيش، وبحضور جميع القوى السياسية. تأجيل الاجتماع إلى الخامس من سبتمبر يعكس حرص الأطراف على توافق كامل، وهو مؤشر على إضعاف النفوذ الإيراني في لبنان تدريجياً.
أزمات إقليمية متصاعدة
أما إيران، فهي تواجه فشلاً متواصلاً داخلياً وخارجياً، مع ضغوط دولية متصاعدة من تفعيل آلية الزناد الأوروبية واستمرار سياسة الضغط الأمريكي، ما يوضح هشاشة النظام واعتماده على القمع والإرهاب الخارجي للحفاظ على بقائه.
تأتي تظاهرة بروكسل يوم السبت 6 سبتمبر كفرصة لإظهار رفض الشعب الإيراني للديكتاتورية ودعم الديمقراطية، ولتسليط الضوء على معاناة الشعوب العربية والإيرانية تحت سيطرة النظام، مما يجعل دعم الإعلاميين ونشر الأخبار حول هذا الحدث أمراً أساسياً.
من ناجية أخري تشهد العاصمة البلجيكية بروكسل عاصمة بلجيكا تظاهرة ضخمة ضد النظام الإيراني.
وتشكل هذه لتظاهرة ستكون صرخة الشعب الإيراني الذي يطالب منذ عقود بإسقاط حكم الملالي، ورفض دكتاتوريتي الشاه والشيخ، وإقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على الحرية وفصل الدين عن الدولة.
لقد اعتمد النظام الإيراني خلال أكثر من أربعة عقود من حكمه على ركيزتين أساسيتين لضمان بقائه؛ الأولى هي القمع الوحشي ضد الشعب الإيراني، والثانية تصدير الإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة.
كما حاول باستمرار امتلاك السلاح النووي لتعزيز سياساته العدوانية وإشعال الحروب في المنطقة والعالم. إلا أنّ هذه الاستراتيجية اليوم تواجه ضربات قاسية جعلت النظام يعيش أضعف مراحله داخلياً وإقليمياً ودولياً.
فعلى الصعيد الإقليمي، انهار نفوذ النظام في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، بينما يتلقى حزب الله في لبنان ضربات قاسية غير قابلة للتعويض، وتتعرض ميليشياته في العراق واليمن لضغوط هائلة، فيما يواجه برنامجه النووي حصاراً وضغوطاً دولية متصاعدة.
انهيار سياسي واقتصادي
أما داخلياً، فقد وصل الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوزت نسبة التضخم 45%، وسقط الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له في قرن، إذ بلغ سعر الدولار مئة ألف تومان.
كما تفاقمت أزمات الماء والكهرباء والخبز، وبات المواطنون في طهران وسائر المدن يعيشون حالة غير مسبوقة من العطش والظلام. ورغم القمع الدموي الذي بلغ حد تنفيذ 841 إعداماً خلال الأشهر الثمانية الماضية بحسب تقارير الأمم المتحدة، فإنّ الاحتجاجات الشعبية تتسع يوماً بعد يوم، رافعة شعار إسقاط النظام.
ورغم هذه الهزائم القاسية، ما زال نظام الملالي يصرّ على التمسك بسياسة تصدير الإرهاب والحروب، ولا يتخلى عن تدخلاته في شؤون المنطقة. فقد جاءت زيارة علي لاريجاني إلى لبنان والعراق لتؤكد رفض النظام نزع سلاح حزب الله،
مظاهرة بروكسل ومجاهدي خلق
فيما أعلن علي خامنئي صراحة رفض التفاوض وتمسكه بمواصلة المشروع النووي. وهذه المواقف كلها تثبت أنّ بقاء النظام مرهون بالإرهاب الخارجي والقمع الداخلي، وأنّ منطقة الشرق الأوسط لن تنعم بالاستقرار والسلام طالما بقي هذا النظام جاثماً على صدر إيران.
وتأتي هذه التظاهرة بالتزامن مع الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أعرق وأكبر حركة ثورية شاملة في تاريخ إيران المعاصر. فقد تأسست المنظمة في 6 سبتمبر 1965 بهدف تحرير الشعب الإيراني من الاستبداد،

وخاضت نضالاً مريراً ضد دكتاتورية الشاه ثم ضد نظام الملالي، وقدمت أكثر من 120 ألف شهيد من أجل الحرية. ولا تزال المنظمة حتى اليوم تواصل كفاحها من أجل إقامة إيران ديمقراطية تقوم على فصل الدين عن الدولة.
ومن المهم الإشارة هنا إلي إنّ التظاهرة المرتقبة في بروكسل تمثل فرصة تاريخية للتعبير عن إرادة الشعب الإيراني وصوته المطالب بالحرية والكرامة، وهي ليست مجرد تجمع احتجاجي بل رسالة قوية إلى العالم بأنّ الإيرانيين ومعهم أحرار العالم يرفضون الاستبداد والإرهاب.
ومن هنا دعا المجل الوطني للمقاومة الإيرانية أبناء الجالية الإيرانية في أوروبا، وكل القوى والشخصيات المحبة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى المشاركة الفعالة في هذه المسيرة التاريخية يوم السبت 6 سبتمبر، والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في معركته العادلة من أجل الحرية والعدالة والسلام