فوجئ أهالي قرية برخيل بمركز البلينا في محافظة سوهاج في إحدى ليالي شهر يوليو الجاري، باشتعال النيران بشكل مفاجئ في البيوت ملتهمة 25 منزلٍ دون وضوح الأسباب.
كانت تلك الليلة هي الأصعب على أهالي القرية إلا أنها لم تكن آخر الحرائق؛ إذ تعرضت كثير من البيوت والشقق إلى حرائق متفرقة، تسبب بعضها في إصابات لأصحابها.
وأكد الدكتور محمد الجندي مدير مجمع البحوث الإسلامية، أن زيارة وفد وعاظ الأزهر إلى قرية برخيل في البلينا في محافظة سوهاج بالصعيد كانت في إطار الزيارات الوعظية الدورية لوفود الوعاظ، ولم يوفدهم الأزهر خصيصًا لمتابعة ما يتعلق بالحرائق التي اشتعلت في القرية.
وأضاف الجندي، في تصريحات نقلتها صحيفة “الشروق”المصرية ، أن أهالي القرية كانوا مضطربون، نظرًا لاشتعال النيران في أكثر من منزل، واقتنع أغلبهم بتعلق الأمر ببعد روحي أو قوة خفية، فحاول الوعاظ طمأنتهم وتهدئتهم نفسيًا، وتوضيح أن الأفكار المتعلقة بقدرة الجن على التسلط على البشر بهذا الشكل نوع من الخرافات.
وبين أن الوعاظ حاولوا إقناع الناس بإبعاد الخرافات عن أذهانهم، وإقناعهم بترك المساحة للجهات المختصة للتحقيق، ومعرفة أسباب اندلاع الحرائق، بشكل علمي، وعدم الاستسلام للأفكار التي تثير الذعر في النفوس وتمنع من حل الأزمات.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن إرجاع اشتعال الحرائق في القرية إلى الجن كلام لا يُقرُّه عقل، وهو أمر مرفوض شرعًا، والإسلام أَمرَنا بدراسة الظواهر دراسة علمية بعيدًا عن الخرافة، كي نصل لنتائج صحيحة.
وأضاف: “ثم ما يدرينا أليس مِن المعقول -على سبيل الفَرْض العقلي- أن يكون سبب الحرائق ارتفاع درجة الحرارة في هذه الأيام، أو يكون السبب إشعال أحد الناس للنار بجوار البيوت التي وُجِد فيها الاشتعال، أو يكون غير ذلك من الأسباب والتي ليست من ضمنها الجن؟!”.
وشدد أمين الفتوى على أن الله تعالى وصف الشيطان وقدرته بقوله تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، متابعًا: “أيعقل أن يكون الضعيف سبب في ذلك!!”.
يُذكر أن الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ووكيل الأزهر السابق، كتب مساء الأحد في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك): “استغاث بي بعض أهالي قرية برخيل بالبلينا سوهاج حيث تشتعل الحرائق في البيوت دون معرفة السبب، ولا أعرف بماذا يمكن مساعدتهم، ولعل هذا البوست يصل لمن يمكنه المساعدة”.
ثم ذكر في تعليق على المنشور نفسه أنه تلقى رسالة من أستاذ دكتور متخصص ـ بحسب قوله ـ يؤكد فيها التنبيه على الأهالي بعدم تخزين الملفات الزراعية فى البيوت أو حول البيوت؛ لأن هذه المخلفات بيئة صالحة وخصبة لنمو وتكاثر الكائنات الدقيقة خاصة البكتريا المنتجة لغاز الميثان وهو غاز قابل للاشتعال فى درجات الحرارة العليا وهذا هو سبب اشتعال الحرائق فى ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ووجه اللواء دكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، وكلاء وزارات المديريات الخدمية المعنية بالتحرك الفوري لتقديم الدعم اللازم لأهالي القرية، وبحث احتياجاتهم، في ظل تكرار حوادث اشتعال النيران في عدد من منازل المواطنين خلال الأيام الماضية، وشملت التوجيهات قيام مديريات التضامن الاجتماعي، والتموين، والصحة بتنظيم جولات تفقدية للقرية، لمتابعة الوضع على أرض الواقع، وتقديم الدعم كل في مجاله، مع وضع خطة استجابة عاجلة لتخفيف آثار تلك الحوادث.