الأمة: بالإعلان اليوم الأربعاء عن استشهاد الأسير المحرر إسماعيل يوسف طقاطقة (40 عاما) من بلدة “بيت فجار” جنوب “بيت لحم” جنوب الضفة الغربية المحتلة، الذي كان مصابا بمرض السرطان خلال فترة اعتقاله،
ويفتح الباب مجددا على مأساة يعيشها أكثر من 500 أسير مريض ومصاب في السجون الإسرائيلية، بسبب الإهمال الطبي المتعمد.
وأصيب طقاطقة بالسرطان خلال فترة أسره، وتحرر من سجون الاحتلال قبل أشهر قليلة، وتعرض للتعذيب وسياسة التجويع والحرمان من كل مقومات الحياة والإهمال الطبي؛ ما تسبب في تدهور صحته، وإصابته بالمرض الذي لم يمهله طويلا.
وأوضح رئيس “هيئة شؤون الأسرى والمحررين” قدورة فارس لـ” وكالة قدس برس” أن الشهيد “تعرض لجريمة طبيّة ممنهجة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ.
حيث عانى بعد الإفراج عنه في آب/ أغسطس الماضي من أعراض كشفت إصابته بسرطان الدم، خلال فترة اعتقاله”.
وأشار إلى أنّ سلطات السجون منعت الشهيد طقاطقة من العلاج في المشافي بالداخل المحتل، بعد أن تبين أنه بحاجة إلى زراعة نخاع “ولاحقا عمل على عرقلة نقله إلى الأردن من أجل استكمال علاجه،
وقد ساهمت المماطلة التي فرضها الاحتلال قبل نقله إلى الأردن لاحقا، إلى تفاقم وضعه الصحيّ إلى أنّ اُستشهد صباح اليوم في الأردن”.
ويضيف “فرضت حادثة الشهيد تساؤلا كبيراً ومتجدداً بشكل لحظيّ على مصير آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، وتحديداً الأسرى المرضى الذين لم يعد بمقدور المؤسسات حصر أعدادهم، ففعليا ظروف الاعتقال المأساوية حوّلت كافة الأسرى إلى أسرى مرضى وبمستويات مختلفة”.
وأكد قدورة أن “الجرائم الطبيّة والحرمان من العلاج، شكّلت الأداة الأبرز لتنفيذ عمليات إعدام ممنهجة بحقّ العشرات من الأسرى منذ بدء الحرب على غزة،
واستخدمت كافة الجرائم في سبيل قتل المزيد من الأسرى، أبرزها فرض ظروف احتجاز قاسية ومأساوية، وتعذيبهم وتنفيذ اعتداءات ممنهجة،
والتعمد بإصابة الأسرى بأمراض من خلال حرمانهم من العلاج والرعاية الصحية، وتجويعهم، وتحويل حاجتهم إلى العلاج أداة للتعذيب”.
من جهتها، قالت مديرة الإعلام في “نادي الأسير” أماني سراحنة لـ” وكالة قدس برس” إن “غالبية الأسرى والمعتقلين الذين أفرج الاحتلال عنهم بعد الحرب، وحتّى اليوم، يُعانون مشاكل صحية صعبة،
مما استدعى نقل العديد منهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم، ومنهم من تبين لاحقاً أنه يُعاني مشكلة صحيّة مزمنة لم يكن يعانيها قبل الاعتقال،
وذلك استناداً للفحوص الطبيّة التي خضعوا لها بعد الإفراج، عدا عن الأعراض الصحيّة العامة التي اشتكوا منها بعد الإفراج، وذلك استنادا لشهاداتهم”.
يذكر أنّ الشهيد طقاطقة وهو متزوج وأب لأربعة من الأبناء، وبحسب عائلته لم يكن يعاني مشاكل صحية قبل اعتقاله في آذار/مارس الماضي، وقبل الإفراج بدأ وضعه الصحي يتدهور على نحو مفاجئ.
وبعد أن تفاقم ووصل لمرحلة صعبة جرى نقله إلى مستشفى “هداسا”، وأفرج عنه بشروط، ونقل إلى مستشفى جامعة النجاح حيث مكث فيها مدة قبل نقله إلى الأردن.
وأوضحت سراحنة أنّ “مرور فترة زمنية أطول على الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال، مع استمرار الإجراءات الانتقامية المستمرة بعد الحرب، سيؤدي إلى تفاقم الظروف الصحية للأسرى،
والتّسبب لهم بأمراض حتّى للمعتقلين والأسرى الأصحاء، خاصة مع انتشار الأوبئة بين صفوفهم، وأبرزها مرض (الجرب- السكايبوس) الذي شكّل نموذجاً واضحاً للجرائم الطبية ونشر الأوبئة عن عمد بين صفوف الأسرى، بهدف قتلهم والتسبب لهم بأمراض ومشاكل صحية مزمنة لا يمكن علاجها لاحقا”.
يُذكر أنّ من بين الحالات البارزة إلى جانب قضية الشهيد طقاطقة، قضية الشّهيد والأسير السابق فاروق الخطيب الذي أفرج عنه في كانون الأول/ديسمبر عام 2023،
واستشهد بعد مرور خمسة شهور على الإفراج عنه، بعد أن تبين إصابته بالسرطان، وفي مرحلة متقدمة من المرض.
ونعت “هيئة الأسرى” و”نادي الأسير” ومؤسسات الأسرى، الشهيد طقاطقة وتقدمت بأحر التعازي والمواساة لعائلته ورفاقه خارج الأسر وداخله.
وفي هذا الإطار، جددت مؤسسات الأسرى دعوتها إلى عائلات الأسرى المفرج عنهم، أن يكون أول خطوة يقومون بها فور الإفراج عن أبنائهم نقلهم إلى أقرب مستشفى وعمل الفحوصات اللازمة لهم،
وأخذ تقرير طبي أولي عن حالتهم الصحيّة والاحتفاظ بالتقرير للأهمية، في ضوء المعطيات الصحيّة الخطيرة التي تُتابعها المؤسسات عن الأوضاع الصحيّة للأسرى والمفرج عنهم.
ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال أكثر من عشرة آلاف و300، وذلك حتى بداية كانون الأول/ ديسمبر 2024.