“الأسير”.. شعر: يسري الخطيب
كَفِّي هُنا
حُلمي أنا
فوق السحابِ
وبين أنفاسِ الدُّنا
والقَـيدُ
ينهشهُ الزفيرُ
فيشتكي
للجلدِ
أن يعفو
ولا يشرِي الفَنَا.
وتعودُ أطيارُ الشهيقِ
فيرتوي صمتي
ويصهلُ خَيلُه:
هَذِي لنا
كلُ المَنَى
أرضي أنا
فانثر بذور الفجرِ؛
تقتاتُ السنا
فأنا الأسيرُ
وضعتُ روحي في يدي
وبنيتُ صرحًا كي أحلّقَ
في سماوات الهَنا
ضفّرتُ من لَيْلِي شموسا
علّها
تروي جليدا
في قلوبٍ
لا ترى إلا الخنا
يا أيّها السجانُ قُل لي: ما الـ “عَنَا”؟
(من كُوّةٍ في الباب)
ترقُبني أنا؟!
هذي لحونُ نخاسةٍ
وصدَى أهازيجِ “الطَّنَى”
أيامكُم
هذا الغبارُ
تلوكُهُ الريحُ التي
يا طالما
تحكي لنا.
يا كاتبَ التاريخِ
كسِّر صَمْتَنا
من مَوج محبرتي
وفَسِّر حالنا
هذا غثاءُ السَّيلِ
مزّقَ حَرْفَنا
وسلاسلي في القَيد
باتت لي “قَنا”
يا كاتبَ التاريخِ
في الزمن الذي
باتت ذئابُ القومِ
تحمي عِرضنا
قَل لي
وقُل للريح
وابكِ عِزَّنا
أنا لا أخافُ
ولا أريدُ الوهمَ
يبني بيتنا
فأنا الحقيقةُ
إن جبُنتَ
وفاوضوك
على الترابِ
على السجينِ
على الشهيدِ
على دَمِي
بين انكساركَ
في طوابير الفنا
حُرّيّتي كالشمسِ
مهما جُمِّدَت
في الأرضِ
أنزعها
وأنزعها أنا
يا كاتبَ التاريخِ
سَجِّل أنني
سأعيدُ للصبحِ الحزينِ جمالَهُ
لِلعُربِ
وفلسطين
والقدس التي
رُسِمَت على رِئتي؛
فقالت: كَنزَنا
قُل للقراطيس التي
تشدو بها
مهلًا
فزلزالُ الحقيقةِ قد دنا
ويدي براكينٌ
وقلبي مؤمنٌ
بالله ناصرني
فقل: يا ربّنا