حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين من أن غزة تتأرجح على شفا مجاعة واسعة النطاق، حيث يعاني ما يقرب من 100 ألف امرأة وطفل من سوء التغذية الحاد الشديد وسط تدهور سريع للظروف الإنسانية.
وفي حديثه للصحفيين في مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة، قال المسؤول الكبير في برنامج الأغذية العالمي روس سميث إن الجوع يتفاقم، وأن الوصول الإنساني أصبح مقيدًا بشدة.
قال: “ربع السكان يواجهون ظروفًا أشبه بالمجاعة. يموت الناس يوميًا بسبب نقص المساعدات”.
أكد سميث أن الغذاء والمساعدات الإنسانية هما الحلان الوحيدان المتاحان حاليًا، إلا أن الحركة داخل غزة لا تزال محفوفة بالمخاطر ومحدودة. وقال: “الأسواق معطلة. لا شيء يتحرك فعليًا داخل غزة بالنسبة لنا”، مُحددًا “الحد الأدنى من الظروف التشغيلية” اللازمة للاستجابة بفعالية. وتشمل هذه الظروف معابر حدودية عاملة، وتقليص أوقات الانتظار والموافقات الأمنية، والقدرة على نقل البضائع بحرية وأمان.
قال إن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات لدخول غزة يوميًا لتلبية الاحتياجات العاجلة. وأضاف: “إلى أن نحصل على هذا القدر من المساعدة، سيكون من الصعب للغاية السيطرة على الوضع الميداني”.
ودعا سميث كافة الجهات المسلحة إلى الابتعاد عن قوافل المساعدات ونقاط التوزيع.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، قُتل العشرات من الأشخاص عندما اندفع حشد من الناس حول قافلة غذائية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بالقرب من نقطة تفتيش في غزة.
قال سميث: “لا يمكننا التحقق من عدد القتلى بشكل مستقل”، مشيرًا إلى أن موظفي برنامج الأغذية العالمي على الأرض أفادوا بوفاة 40 شخصًا على الأقل، بينما تشير تقارير أخرى إلى مقتل 80 شخصًا. “وفاة واحدة كثيرة جدًا. هذا العدد كبير جدًا جدًا”.
نفى أي إشارة إلى أن الحادث من تدبير جماعات مسلحة، مشيرًا إلى تنامي اليأس بين المدنيين. وقال: “كان هؤلاء أشخاصًا يُخاطرون بحياتهم، يحاولون انتشال شيء من شاحنة”.
لا يزال نقص الوقود والعقبات اللوجستية تعيق توزيع المساعدات. منذ منتصف مايو، لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي من إيصال سوى أقل من 10% من المساعدات الغذائية المطلوبة. وصرح سميث بأن لدى الوكالة إمدادات مخزنة مسبقًا خارج غزة تكفي لدعم جميع سكان القطاع لمدة شهرين، شريطة وقف إطلاق النار وتأمين طرق المساعدات.
وأضاف “لدينا القدرة، لكننا بحاجة إلى وقف إطلاق النار”.
أكد سميث أن الأمم المتحدة لا تستخدم حراسات مسلحة لقوافلها، وليس لها أي علاقة عملياتية مع مؤسسة غزة الإنسانية. ورغم أن المؤسسة سعت إلى التعاون، إلا أنه لا توجد اتفاقيات قائمة حاليًا.
حذّر سميث من أن الوقت ينفد أمام آلاف الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة. وقال: “إن سوء التغذية الحاد الشديد، وخاصةً لدى الأطفال، يحمل خطرًا كبيرًا للوفاة. إنهم بحاجة إلى العلاج الفوري”.
تواصل الأمم المتحدة الضغط من أجل الالتزام بالاتفاقيات الإنسانية القائمة، وتدعو إلى وقف إطلاق النار لمنع وقوع المزيد من المآسي. وصرح سميث قائلاً: “حادثة الأمس من أفظع المآسي التي شهدناها في غزة. كان من الممكن تجنبها تمامًا”.
في هذه الأثناء، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن أمر النزوح الجماعي الجديد الذي أصدره الجيش الإسرائيلي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من تآكل البنية التحتية الإنسانية المنهارة بالفعل في غزة.
وقد أجبرت التوجيهات، التي تغطي أربعة أحياء في دير البلح، آلاف الأشخاص على الفرار، حيث كان هناك ما يقدر بنحو 50 إلى 80 ألف شخص في المنطقة المتضررة وقت صدور الأمر، بما في ذلك 30 ألف نازح بالفعل يلجؤون إلى 57 موقعًا.
ويظل موظفو الأمم المتحدة متمركزين في عشرات المواقع داخل المنطقة، وقد أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على ضرورة حماية جميع المواقع المدنية والإنسانية بغض النظر عن العمليات العسكرية