أغلى مِن النَّفْسِ ما تَفديهِ بالنَّفْسِ
فأفْسِحوا – ويْحَكُمْ – دَربًا إلى القُدسِ
شمسٌ مِن الحَقِّ في الأغلالِ قابعةٌ
لها بقلبي شهيقُ النارِ في الشمسِ
ما الحَقُّ ردُّ دِماءٍ في مُفاوضَةٍ
وإنما الحَقُّ أَخْذُ الرأسِ بالرأسِ
* *
يا قادَةَ العُربِ يا قُوّادَ أنفُسِكمْ
زقّومَةً نَتَأتْ في مَنْبَتٍ نَجْسِ
لو أنّ نَعْلَ (أبي جَهلٍ) لواحِدِكُمْ
ما كان يُصبِحُ في ذُلٍّ كما يُمسي
أولادُكم؛ ذاكَ في حَبْلٍ لمِشنَقةٍ
وتلكَ تُهتَكُ بين الغَصبِ والحَبْسِ
وأنتمُ في الليالي الحُمرِ قادَتُها
الفاتحونَ فراشَ الأنسِ بالرِّجسِ
أعداؤنا أنتمُ قبلَ العدوِّ وقد
ضلّ الذي ظنّ حَربَ الرومِ والفرسِ
قد دَرَّسَ الخائنَ التاريخُ حكمتهُ
لكنكم ما وَعيتم حكمةَ الدرسِ
ما أفلح القوم والأعداء قادتهُم
حتى يُطَهَّرَ مِمّا مَسَّهُ الكُرسي
* *
إني أرى عُرُشًا تنقضُّ هاويَةً
كمَنْ تَخبَّطَهُ الشيطانُ مِن مَسِّ
صَرعى وقد فاتَ عَنها الفَوْتُ إذْ أُخِذَتْ
وقد يُرى ما غَدٌ في مُقلَةِ الأمسِ
فأرسِلوا نَفْثَ أفواهٍ منَتَّنَةٍ
وأَمسِكوا بِجُيوشٍ حُفَّلٍ خُرسِ
وأبشروا بيَدِ النخّاسِ تدفَعُكُم
تُشْرَوْنَ عن ثمَنٍ مُسْتَقْذَرٍ بَخْسِ
فإن أردتم نجاةً دونَ مَهلكِكُمْ
فأفْسِحوا – ويْحَكُمْ – دَربًا إلى القُدسِ
