مثلها مثل بقية الأقليات المسلمة المهمشة فى كثير من البلدان، يتم التعامل مع أفراد الأقلية السلمة فى الفلبين على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة، رغم مساهمتهم فى مقاومة الاحتلال اليابانى طمعا فى أن يكون لهم وضع مميزعقب الاحتلال الأمريكى ولكن الأمريكان سلموا البلاد لصليبيين حاقدين على الإسلام والمسلمين.
كان المسلمون الفلبينيون ضحية للاحتلال الأمريكى للبلاد، والذى دام قرابة نصف قرن، ثم انتهى هذا الوضع المأساوي، إلى أن نالو حكما ذاتيا بمقتضى معاهدة طرابلس 1976م، التى منحت المسلمين حكما ذاتيا، لكن الرئيس الأسبق للفلبين فرديناند ماركوس (حكم من 1965 إلى 1986) ومن خلفه الكنيسة لم يلتزما باتفاق طرابلس، فضاع حلم المسلمين فى الخكم الذاتى ليبقوا فى ظل الحكم الصليبى المدعوم أمريكيا، والذى يعمل جاهداً على تغيير التركيبة السكانية للمسلمين بتهجيرهم من قراهم وإحلال المسيحيين بدلاً منهم.
وبالرغم من أن مناطق المسلمين تساهم بمعظم الناتج القومى الفلبينى، إلا أنهم يحرمون من خيرات بلادهم ومعظهم من الفقراء الذين يعملون بالصيد والزراعة.
ويواجه المسلمون الكثير من التحديات فى المجالات المختلفة خاصة فى المجال التعليمى والاقتصادى والسياسى وعدم تلقيهم الدعم المناسب من المؤسسات الإسلامية والتى يقتصر دعمها على بناء المساجد أو بعض المنح الطلابية وغير ذلك.
جمهورية الفلبين هى مجموعة من الجزر تقع في جنوب شرق أسيا، يحدها غربا وشمالا بحرالصين وشرقا المحيط الهادي وجنوبا بحر( سيلاب) ويحدها من الناحية الجنوبية الغربية بحر(سولو)، وتقدر مساحتها بحوالى 299.681 كلم مربع و يبلغ عدد سكانها 10مليون نسمة، وعاصمتها مانيلا .
دخول الإسلام إلى الفلبين: بدأ الإسلام في الوصول إلى جزر الفلبين في منتصف القرن الثالث الهجري عن طريق التجارة، حيث كان التجار المسلمون يجوبون البلاد، ويطوفون أنحاء المعمورة من أجل التجارة والدعوة إلى الله تعالى؛ فالتاجر المسلم قديمًا كان خير داعية للإسلام بحسن تعامله مع الناس وعدله وأمانته وسمته وهديه.
ومع سقوط الخلافة العباسية سنة 656هـ ـ 1258م حدث تحول كبير في تاريخ الوجود الإسلامي في المنطقة بأسرها؛ إذ هاجر كثير من الفقهاء والمشايخ والأسر المسلمة إلى تلك الجزر، وحصل نشاط كبير للدعوة الإسلامية في الفليبين، أدى لقيام العديد من الممالك والإمارات الإسلامية، على الرغم من أن غالبية السكان ما زالوا على الوثنية، ولكن المسلمين كانوا هم الفئة الحاكمة لرقيهم في شتى المجالات.
واختلفت الاقوال في دخول الاسلام الى تلك الجزر فمن المؤرخين من يقول بأن الاسلام دخل الفلبين بواسطة العلويين الذين يسمون (بالاشراف)الذين جاؤوا إلى جزر الفلبين سنة 1265 .
ويرجع أصل مسلمي الفلبين إلى الجنس العربي و الهندي والإيراني و الماليزي.
وفي القرن السادس عشرعندما احتل الاسبان الفلبين تعرض الاسلام لاضطهاد كبير، وقام الأسبان بحركة تبشير واسعة النطاق بالديانة المسيحية، ورغم ذلك فقد تمسك المسلمون بعقيدتهم و قاوموا الضغط بثبات عظيم . ومعظم المسلمين في الفلبين من السنة الذين ياخذون بالمذهب الشافعي.
ويصل عدد المسلمين في الفلبين إلى نحو 13 مليون نسمة ويتواجدون جنوبًا في جزيرة ميندناو وأرخبيل صولو وجزيرة بالاوان ويتناقص عددهم في الجزر الوسطى والشمالية حيث تعيش أغلبية من النصارى الكاثوليك والبروتستانت والبوذيين والوثنيين.
مقاومة البرتغاليين والأسبان
أدرك مسلمو الفليبين خطورة وتعصب البرتغاليين، وكان أكبر سلاطين المنطقة آنذاك السلطان “محمود شرف الدين” حاكم «ملقا»والذي استطاع استدراج البرتغاليين للداخل حيث تجمعات المسلمين السكانية، وبدأ في تأسيس سلطنة جديدة تزعمت لواء مقاومة العدوان البرتغالي على بلاده، وقام أحد أبناء السلطان واسمه “محمد كابونسوان” بتأسيس سلطنة أخرى جديدة في “ملابانك”، فعجز البرتغاليون رغم تفوقهم العسكري عن زحزحة المسلمين عن مناطق نفوذهم وممالكهم حتى ظهر في الأفق عدو طارئ جديد هم الأسبان.
“ماجلان” الصليبي و”لابو لابو” السلطان المسلم: كما كان “فاسكو دي جاما” أشهر بحارة البرتغال ومكتشف طريق رأس الرجاء الصالح، كان “فرناندو ماجلان” أشهر بحارة إسبانيا، ونظرًا للتنافس الكبير بين أسبانيا والبرتغال قررت الأولى إرسال حملة بحرية تدور حول أفريقيا لتكتشف طريقًا جديدًا للتجارة يصلون خلاله مباشرة إلى مناجم الثروات الطبيعية في جنوب شرق آسيا دون المرور على المراكز البرتغالية التي تتحكم في حركة التجارة العالمية وقتها.
خرج “ماجلان”بحملة بحرية مكونة من خمس سفن وطاقم مكون من 265 بحارًا، لاكتشاف الطريق الجديد، وذلك في أواخر سنة 925هـ، فظل في رحلته البحرية طيلة عشرين شهرًا في غير فائدة حتى استبد اليأس بقلبه، وأخيرًا رست سفن ماجلان على سواحل الجزر الفليبينية، وقد ظن ماجلان أنه وصل جزر المولوك المشهورة بالتوابل ولكن سرعان ما اكتشف الحقيقة، فأطلق على الجزيرة التي رست سفنه عندها اسم «سانت لازار»، فاتفق ماجلان مع حاكم جزيرة “سيبو” ويُدعى “هومابون” وكان وثنيًا على أن يدخل النصرانية مقابل أن يكون ملكًا على جميع الجزر تحت اسم ملك أسبانيا.
وعندما انتقل ماجلان من جزيرة “سيبو” إلى جزيرة “ماكنتان” وكان عليها السلطان المسلم “لابو لابو”، فلما علم الأسبان بإسلام أهل الجزيرة أصابهم الغضب الشديد وثارت أحقادهم؛ فأضرموا النار في بيوت السكان وسرقوا مؤنهم، ورفض “لابو لابو” التسليم والخضوع للعرض الذي قدمه ماجلان كما فعل مع “هومابون”)، فحشد ماجلان قواته وقرر تأديب “لابو لابو” حتى يكون عبرة لغيره من الأمراء والسلاطين.
وخطب ماجلان الصليبي في أهل الجزيرة قائلاً:”باسم المسيح أطلب منكم التسليم، ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد”؛ فأجاب السلطان لابو لابو بكل عزة وشموخ:”إن الدين لله، وإنَّ الإله الذي أعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم”، ثم اشتبك المسلمون الفليبينيون مع الأسبان، وقتل “لابو لابو” ماجلان بيده، وشتت شمل فرقته، وأنزل بهم هزيمة منكرة، ورفض تسليم جثة ماجلان للأسبان، ودفنه في أرض الجزيرة كَرمز على نصر المسلمين على الصليبيين؛ فانسحب الأسبان إلى بلادهم.
الاحتلال الأسباني لجزر الفليبين
بدأ الاحتلال الأسباني للفليبين سنة 973هـ، أي بعد قرابة الخمسين عامًا من وصول ماجلان لشواطئها، حيث وصلت حملة أسبانية ضخمة بقيادة “ميجل” إلى سواحل الفليبين سنة 973هـ، فرست عند جزيرة”سيبو” وقام الأسبان ببناء قلعة حصينة، جعلوها مقرًا لإقامة الجند ونقطة انطلاق للإغارة على باقي الجزر وبعد قتال عنيف ومرير استولى الأسبان على مملكة”راجا سليمان”في الشمال، ودمر عاصمتها «أمان الله» وأقاموا مكانها مدينة”مانيلا”.
ولكن عجزالأسبان عن السيطرة على الجزر الجنوبية التي يحكمها المسلمون،فقرروا التركيزعلى ما تحت أيديهم، فأجبروا السكان على التنصر والتحول إلى الكاثوليكية، وامتزج الأسبان مع السكان الأصليين للجزر المعروفين بالأنديو، فنشأ عنصر خليط من ذلك التمازج هو عنصر”المستيزو”وهو الذي شكل رأس الحربة الصليبية ضد مسلمي الفليبين حت وقتنا الحاضر.
المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الأسباني: عندما احتل الأسبان الجزر الشمالية للفليبين كان للمسلمين عدة ممالك قوية في الجنوب أهمها سلطنة”ديبتروان”، وسلطنة “صولو”،وسلطنة”ماجنيدنا”،وسلطنة”بويان”،وتلك الممالك هي التي قادت الجهاد الإسلامي ضد الاحتلال الديني الأسباني وبرز العديد من قادة الجهاد الإسلامي مثل البطل المقدام “ديبتروان قدرات”الذي قهر الأسبان في معارك كثيرة، والسلطان “نصر الدين” سلطان المسلمين في جزيرة صولو، والذي قاد الجهاد الإسلامي من داخل الغابات، وأصبح أسطورة البلاد والشبح الذي بث الرعب في نفوس الأسبان.
واستمرت المقاومة الإسلامية في الفليبين ضد الاحتلال الأسباني طيلة ثلاثة قرون، أخذت خلالها المقاومة الإسلامية هناك شكل الملحمة التاريخية الرائعة ومرت بست مراحل لا تكاد تنتهي الحروب من واحدة حتى تبدأ الثانية
فلقد حارب المسلمون من بيت إلى بيت، فلما أحرقوا منازلهم انتقلوا إلى الغابات، فلما أحرقوا الغابات عادون يبنون بيوتًا جديدة من الأغصان وظلوا يقاتلون على الرغم من وحشية الاحتلال الأسباني، حتى أنهم أجبروا الحاكم العام الأسباني في الفليبين على الفرارإلى هونج كونج سنة 1895م وهو ما جعل الأسبان يفكرون جديًا في الخروج من المأزق الفليبيني ولكن بصورة تحفظ لهم كرامتهم .
مؤامرة أمريكية أسبانية: شعر الأسبان بعجزهم الكبير عن مواجهة المقاومة الإسلامية في الفليبين، وبحثوا عن مخرج لأزمتهم فقرروا الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها قوة جديدة وناشئة على بيع جزر الفليبين وكوبا وبورتوريكو بمبلغ خمسة ملايين دولار، وذلك بعد عدة معارك استعراضية بين الأسبان والأمريكان سنة 1316هـ ليظهرالأمريكان بصورة المنقذ والمحرر لجزر الفليبين من الاحتلال الأسباني، وبالفعل انطلت الخدعة على سكان البلاد ورحبوا بالأمريكان وساعدوهم بقوة ضد الأسبان، وأعلنت أسبانيا على لسان الحاكم العام للفليبين الجنرال “جوينالدو” استقلال الفليبين عن أسبانيا وذلك سنة 1316هـ.
ولكن سرعان ما اكتشف أهل البلاد الخديعة الأمريكية ففى الوقت الذى أعلن فيه الأسبان انسحابهم من الفلبين بقى الأمريكان ولم ينسحبوا، فطلب مسلموا الفليبين من الأمريكان المغادرة فرفضوا بشدة وأعلنوا ضم الفليبين للولايات المتحدة الأمريكية، فثار المسلمون لذلك وحملوا سلاحهم مرة أخرى ضد الأمريكان الذين ساروا على نفس الخط الأسباني في محاربة الممالك الإسلامية وعزل مناطق المسلمين وفرض سياج من الجهل والتخلف والفقر على المسلمين، وتقريب النصارى واحتضانهم تمهيدا لتسليم الفلبين للنصارى.
واستمر الاحتلال الأمريكي للفليبين قرابة نصف قرن استطاع خلالها أن يحقق ما عجز عنه الأسبان في ثلاثة قرون باستخدام الخديعة والمكر والخداع.
المسلمون فى ظل الاحتلال الأمريكي: عندما خلف الأمريكيون الأسبان في حكم الفلبين واستمر حكمهم حتى قيام الحرب العالمية الثانية، ولكن اليابنيين احتلوا الفلبين، ومكث الاحتلال الياباني حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وقاوم مسلمو الفلبين الاحتلال اليابانى.
وعندما استقلت الفلبين 1946، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، تم تسليم زمام الأمور لحكومة نصرانية.
وتشير بعض المصادر التاريخية بأن الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت باستقلال الجزر الإسلامية في جنوب الفلبين، وذلك بموجب اتفاقيات عُقدت بين الجانبين .. لذلك قاوم المسلمون في بنجسا موروالاحتلال الياباني وعاونوا القوات الأمريكية حتى استسلمت اليابان في عام 1945 ميلادية، وأصبحت الفلبين خاضعة للولايات المتحدة الأمريكية، حتى الانسحاب.
وبعد استقلال الفلبين طالب المسلمون في”بنجسا مورو” الحصول على استقلالهم، ونوقشت قضية شعب الموروالمسلم في المحافل الدولية الإسلامية إلى أن تم التوقيع على معاهدة بين حكومة الفلبين وشعب المورو المسلم.
ونصّت بنود الاتفاقية التي وُقّعت في مدينة طرابلس بليبيا عام 1976 ميلادية – بإشراف منظمة المؤتمر الإسلامي – على منح شعب المورو المسلم الحكم الذاتي.
كفاح المسلمين بعد الاستقلال: حصلت الفليبين على استقلالها الظاهري من الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1946م بعد أن سلمت أمريكا الحكم للنصارى وتأكدت من ولائهم التام للسياسة الأمريكية،وتركت لهم مهمة محاربة الوجود الإسلامي في البلاد، فبدأت الحكومة الصليبية في الفليبين تمارس سياسة البطش والإرهاب ضد مسلمي البلاد بصورة منهجية من خلال:
1ـ تشجيع النصارى على الاستيطان في مناطق المسلمين وتمليكهم لأراضيهم،وحرمان المسلمين من المشاركة في المشاريع الهامة والحيوية في البلاد.
2ـ إغراق المناطق الإسلامية بأعداد ضخمة من قوات الأمن لمراقبة تحركات المسلمين وقمع ثورتهم.
3ـ دفع المسلمين لترك أراضيهم الزراعية ومصايد الأسماك، وإرغامهم على اللجوء إلى الغابات والأحراش.
4ـ تشكيل عصابات إجرامية ومنظمات إرهابية تعمل على إنهاء الوجود الإسلامي في الفليبين وإجبار المسلمين على التنصر أو القتل.
5ـ معارضة كل اتجاه نحو فتح مدارس إسلامية وإقامة شعائر الإسلام وممارسة التنصير داخل مناطق المسلمين.
6ـ استدراج المسلمين لصدامات مفتعلة وجرهم لمعركة هم غيرمستعدين لها.
إلا أن مسلمي الفليبين الذين جاهدوا الاحتلال الأسباني ثم الأمريكي تمسكوبدينهم وإصروعلى اتزاع حقوقهم، فتكونت منظمة إسلامية لقيادة الكفاح الإسلامي ضد العدوان الصليبي سميت “جبهة اتحاد الهيئات الإسلامية””بانسا” بزعامة الدكتور “أحمد ألونتو” ثم تكون الذراع العسكري لتلك الجبهة باسم «الجبهة الوطنية لتحرير مورو» بزعامة “نورميسوري” و”سلامات هاشم”.
المسلمون فى ظل حكم ماركوس
عملت حكومة ماركوس على تفريق كلمة زعماء جبهة تحرير مورو فظهر انشقاق بين رجالها، حيث أعلن مسئول العلاقات الخارجية للجبهة سلامات هاشم استقلاله عن الجبهة مع بعض مؤيديه.
وظهور طائفة شيوعية يسارية، مندسة تتجه بكل كيانها إلى موسكو،لاحتواء حركة الجهاد، والاتجاه بها وجهة شيوعية إلحادية ، وباسم الخطر الشيوعي حصلت حكومة ماركوس على مساعدات أمريكية هائلة لاستخدامها ضد المسلمين، وأخذت الصحف الفليبينية تنشر أخبارالاشتباكات مع المجاهدين على أنها معارك بين الحكومة والشيوعيين.
وفى عهد ماركوس قامت “غولدا مائير” بزيارة الفلبين وتعهدت في تلك الزيارة بأن تقدم إسرائيل للفلپين معونات مادية ومعنوية وخبراء في مجال الشرطة والجيش، لإجبار المسلمين على ترك دينهم واستخدام كافة الأساليب من أجل تحقيق هذا الهدف.
الجبهة الوطنية لتحرير مورو
فى عام 1946منح الأمريكيون الاستقلال للفلبين دون الحديث عن مناطق المسلمين. واستمر التأثير الأمريكي على الفلبين بشكل أو بآخر بعد احتلال استمر قرابة النصف قرن واستفاد الأمريكيون أقصى استفادة من الثروات الفلبينية، ولم يخرجوا من البلاد حتى أقاموا خلفهم حكومة محلية تخضع فى شؤونها الدفاعية والخارجية للولايات المتحدة.
وقد حقق الاستقلال انفراجة بالنسبة للمسلمين وفتحت الأبواب أمام المدد الإسلامي ووصل الفلبين قوافل من الدعاة والمسلمين.
لكن إحباط المسلمين في الجنوب من تحقيق الاستقلال عن الفلبين بوطن مستقل ،وظهور حكومات صليبية موالية للأمريكيين أدى إلى ظهور منظمات مسلحة مثل “الجبهة الوطنية لتحرير مورو”، التي أنشأت في عام 1968م، بقيادة نور ميسواري، وسلامات هاشم، لتبدأ مرحلة مقاومة جديدة ضد الحكومة الفلبينية هدفها الحصول على الاستقلال.
التحديات التى تواجه المسلمين فى الفلبين: على الرغم من وجود عدد من المراكز التعليمية التى تعمل على نشر الإسلام إلا أنه لا يزال المسلمون يواجهون الدوائر الثلاث: الجيش الصليبي الفلبيني الحكومي والعناصر المتعصبة ضد الإسلام والمسلمين من المستوطنين في بلاد المسلمين والشيوعيين الذين يتظاهرون بالتعاطف مع المسلمين.
وتتمثل هذه التحديات فى : كون المسلمين أقلية، إلى جانب العديد من الديانات الأخرى. التخلف الشديد والنقص الحاد في الخدمات التعليمية والصحية بسبب سيطرة الحكومة في مانيلا على الثروات الطبيعية للمناطق الإسلامية. تغييرالتركيبة السكانية:من خلال تهجير آلاف النصارى إلى الجنوب لإحداث تفوق عددي على المسلمين هناك. استمرار الصدام العسكري بين الثوار المطالبين بحقوقهم والاستقلال وبين الجيش النظامي الفلبيني. التهميش السياسي؛إذ ليس لدى المسلمين أي ممثل في الحكومة أو القضاء. انشقاق الحركة الوطنية بسبب الخلافات القائمة بين الجبهتين الوطنية والإسلامية حول أسلوب العمل الوطني بين الاستقلال التام أو الحصول على بعض المكاسب المؤقتة. ضعف الاهتمام الدولي وخاصة الإسلامي بقضيتهم.
اقتصاديات المناطق الإسلامية: قبل بداية الاضطرابات في الفلبين كان إنتاج جزيرة منداناو 56% من إنتاج الذرة في الفلبين و55% من إنتاج البن الفلبيني، و50% من جوز الهند، و50% من الأسماك، و39% من إنتاج اللحوم، و29% من إنتاج الأرز، و100% من إنتاج المطاط بالفلبين، و50% من إنتاج الفاكهة، و100% من إنتاج الموز، وهكذا دور جزيرة منداناو في اقتصاديات الفلبين.
ولقد اكتشف البترول أخيرا في منطقة بحر سولو، لهذا زحف المسيحيون على المناطق الإسلامية في ظل الحكم الحاضر، وانتزعوا الأراضي الزراعية من المسلمين بقوة الجيش الفلبيني.ويعيش المسلمون في ظل مستوى اقتصادي متدهور نتيجة الكفاح الدائر الآن لتحرير المناطق الإسلامية ونتيجة للخسائر المروعة التي يسببها جيش الفلبين بإحراق القرى والمزارع، وكذلك نتيجة لمؤامرات التخريب التي تدبرها السلطات الحاكمة، فحوالي 80% من المسلمين يعيشون بدخول أدنى من المتوسط وهم فئات الفلاحين، والصيادين
التعليم الإسلامي في الفلبين: تقدم بعض الدول العربية مساعدات تعليمية للمسلمين في الفلبين، فهناك حوالي 30 مدرسًا من الأزهر وعدد من الدعاة، ويوجد عدد كبير من المدرسين من المملكة العربية السعودية.
وفي مناطق المسلمين بالبلاد مئات المدارس الابتدائية، والمتوسطة، و10 مدارس ثانوية، و6 كليات إسلامية ضمن جامعة إسلامية وهي جامعة المخدوم الإسلامية، لكنهم مازالوا فى حاجة للكتب الإسلامية والمدرسين . وفقًا لما أفادت انسان للدراسات الإعلامية